عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: كُنَّا فِي أَيَّامِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عليه السلام بِمَرْوَ فَاجْتَمَعْنَا فِي الْجَامِعِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ بَدْءِ مَقْدَمِنَا فَأَدَارُوا أَمْرَ الْإِمَامَةِ وَ ذَكَرُوا كَثْرَةَ اخْتِلَافِ النَّاسِ فِيهَا فَدَخَلْتُ عَلَى سَيِّدِي عليه السلام فَأَعْلَمْتُهُ خَوَضَانَ النَّاسِ فَتَبَسَّمَ عليه السلام ثُمَّ قَالَ
يَا عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ مُسْلِمٍ جَهِلَ الْقَوْمُ وَ خُدِعُوا عَنْ أَدْيَانِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ يَقْبِضْ نَبِيَّهُ حَتَّى أَكْمَلَ لَهُ الدِّينَ وَ أَنْزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ فِيهِ تَفْصِيلُ كُلِّ شَيْءٍ بَيَّنَ فِيهِ الْحَلَالَ وَ الْحَرَامَ وَ الْحُدُودَ وَ الْأَحْكَامَ وَ جَمِيعَ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّاسُ كَمَلًا فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ (1) وَ أَنْزَلَ فِي حِجَّةِ الْوَدَاعِ وَ هِيَ آخِرُ عُمُرِهِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (2)فَأَمْرُ الْإِمَامَةِ مِنْ تَمَامِ الدِّينِ وَ لَمْ يَمْضِ حَتَّى بَيَّنَ لِأُمَّتِهِ مَعَالِمَ دِينِهِمْ وَ أَوْضَحَ لَهُمْ سَبِيلَهُمْ وَ تَرَكَهُمْ عَلَى قَصْدِ الْحَقِّ وَ أَقَامَ لَهُمْ عَلِيّاً عليه السلام عَلَماً وَ إِمَاماً وَ مَا تَرَكَ شَيْئاً تَحْتَاجُ إِلَيْهِ الْأُمَّةُ إِلَّا بَيَّنَهُ فَمَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَمْ يُكْمِلْ دِينَهُ فَقَدْ رَدَّ كِتَابَ اللَّهِ الْعَزِيزِ وَ مَنْ رَدَّ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَهُوَ كَافِرٌ هَلْ تَعْرِفُونَ قَدْرَ الْإِمَامَةِ وَ مَحَلَّهَا مِنَ الْأُمَّةِ فَيَجُوزُ فِيهَا اخْتِيَارُهُمْ إِنَّ الْإِمَامَةَ أَجَلُّ قَدْراً وَ أَعْظَمُ شَأْناً وَ أَعْلَى مَكَاناً وَ أَمْنَعُ جَانِباً وَ أَبْعَدُ غَوْراً مِنْ أَنْ يَبْلُغَهَا النَّاسُ بِعُقُولِهِمْ أَوْ يَنَالُوهَا بِآرَائِهِمْ أَوْ يُقِيمُوا إِمَاماً بِاخْتِيَارِهِمْ إِنَّ الْإِمَامَةَ خَصَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهَا إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلَ بَعْدَ النُّبُوَّةِ وَ الْخُلَّةِ مَرْتَبَةً ثَالِثَةً وَ فَضِيلَةً شَرَّفَهُ بِهَا وَ أَشَادَ بِهَا ذِكْرَهُ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً(3) فَقَالَ الْخَلِيلُ سُرُوراً بِهَا وَ مِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ فَأَبْطَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ إِمَامَةَ كُلِّ ظَالِمٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ صَارَتْ فِي الصَّفْوَةِ ثُمَّ أَكْرَمَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِأَنْ جَعَلَهَا فِي ذُرِّيَّتِهِ أَهْلِ الصَّفْوَةِ وَ الطَّهَارَةِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ وَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ نافِلَةً وَ كُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إِيتاءَ الزَّكاةِ وَ كانُوا لَنا عابِدِينَ (4) فَلَمْ يَزَلْ فِي ذُرِّيَّتِهِ يَرِثُهَا بَعْضٌ عَنْ بَعْضٍ قَرْناً فَقَرْناً حَتَّى وَرِثَهَا النَّبِيُّ صلي الله عليه واله فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هذَا النَّبِيُّ وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ اللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (5) فَكَانَتْ لَهُ خَاصَّةً فَقَلَّدَهَا عَلِيّاً عليه السلام بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى رَسْمِ مَا فَرَضَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَصَارَتْ فِي ذُرِّيَّتِهِ الْأَصْفِيَاءُ الَّذِينَ آتَاهُمُ اللَّهُ الْعِلْمَ وَ الْإِيمَانَ لِقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَ الْإِيمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِيكِتابِ اللَّهِ إِلى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهذا يَوْمُ الْبَعْثِ وَ لكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (6) فَهِيَ فِي وُلْدِ عَلِيٍّ عليه السلام خَاصَّةً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِذْ لَا نَبِيَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلي الله عليه واله فَمِنْ أَيْنَ يَخْتَارُ هَؤُلَاءِ الْجُهَّالُ إِنَّ الْإِمَامَةَ هِيَ مَنْزِلَةُ الْأَنْبِيَاءِ وَ إِرْثُ الْأَوْصِيَاءِ إِنَّ الْإِمَامَةَ خِلَافَةُ اللَّهِ تَعَالَى وَ خِلَافَةُ الرَّسُولِ وَ مَقَامُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَ مِيرَاثُ الْحَسَنِ وَ الْحُسَيْنِ عليهم السلام إِنَّ الْإِمَامَةَ زِمَامُ الدِّينِ وَ نِظَامُ الْمُسْلِمِينَ وَ صَلَاحُ الدُّنْيَا وَ عِزُّ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ الْإِمَامَةَ أُسُّ الْإِسْلَامِ النَّامِي وَ فَرْعُهُ السَّامِي بِالْإِمَامِ تَمَامُ الصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ الصِّيَامِ وَ الْحَجِّ وَ الْجِهَادِ وَ تَوْفِيرُ الْفَيْءِ وَ الصَّدَقَاتِ وَ إِمْضَاءُ الْحُدُودِ وَ الْأَحْكَامِ وَ مَنْعُ الثُّغُورِ وَ الْأَطْرَافِ الْإِمَامُ يُحِلُّ حَلَالَ اللَّهِ وَ يُحَرِّمُ حَرَامَ اللَّهِ وَ يُقِيمُ حُدُودَ اللَّهِ وَ يَذُبُّ عَنْ دِينِ اللَّهِ وَ يَدْعُو إِلَى سَبِيلِ رَبِّهِ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ الْحُجَّةِ الْبَالِغَةِ الْإِمَامُ كَالشَّمْسِ الطَّالِعَةِ لِلْعَالَمِ وَ هِيَ فِي الْأُفُقِ بِحَيْثُ لَا تَنَالُهَا الْأَيْدِي وَ الْأَبْصَارُ الْإِمَامُ الْبَدْرُ الْمُنِيرُ وَ السِّرَاجُ الزَّاهِرُ وَ النُّورُ السَّاطِعُ وَ النَّجْمُ الْهَادِي فِي غَيَاهِبِ الدُّجَى وَ الْبَلَدِ الْقِفَارِ وَ لُجَجِ الْبِحَارِ الْإِمَامُ الْمَاءُ الْعَذْبُ عَلَى الظَّمَإِ وَ الدَّالُّ عَلَى الْهُدَى وَ الْمُنْجِي مِنَ الرَّدَى الْإِمَامُ النَّارُ عَلَى الْيَفَاعِ الْحَارُّ لِمَنِ اصْطَلَى بِهِ وَ الدَّلِيلُ فِي الْمَهَالِكِ مَنْ فَارَقَهُ فَهَالِكٌ الْإِمَامُ السَّحَابُ الْمَاطِرُ وَ الْغَيْثُ الْهَاطِلُ وَ الشَّمْسُ الْمُضِيئَةُ وَ السَّمَاءُالظَّلِيلَةُ وَ الْأَرْضُ الْبَسِيطَةُ وَ الْعَيْنُ الْغَزِيرَةُ وَ الْغَدِيرُ وَ الرَّوْضَةُ الْإِمَامُ الْأَمِينُ الرَّفِيقُ وَ الْوَالِدُ الشَّفِيقُ وَ الْأَخُ الشَّقِيقُ وَ مَفْزَعُ الْعِبَادِ فِي الدَّاهِيَةِ الْإِمَامُ أَمِينُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِي خَلْقِهِ وَ حُجَّتُهُ عَلَى عِبَادِهِ وَ خَلِيفَتُهُ فِي بِلَادِهِ وَ الدَّاعِي إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الذَّابُّ عَنْ حُرَمِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْإِمَامُ هُوَ الْمُطَهَّرُ مِنَ الذُّنُوبِ الْمُبَرَّأُ مِنَ الْعُيُوبِ مَخْصُوصٌ بِالْعِلْمِ مَوْسُومٌ بِالْحِلْمِ نِظَامُ الدِّينِ وَ عِزُّ الْمُسْلِمِينَ وَ غَيْظُ الْمُنَافِقِينَ وَ بَوَارُ الْكَافِرِينَ الْإِمَامُ وَاحِدُ دَهْرِهِ لَا يُدَانِيهِ أَحَدٌ وَ لَا يُعَادِلُهُ عَالِمٌ وَ لَا يُوجَدُ مِنْهُ بَدَلٌ وَ لَا لَهُ مِثْلٌ وَ لَا نَظِيرٌ مَخْصُوصٌ بِالْفَضْلِ كُلِّهِ مِنْ غَيْرِ طَلَبٍ مِنْهُ لَهُ وَ لَا اكْتِسَابٍ بَلِ اخْتِصَاصٌ مِنَ الْمُفْضِلِ الْوَهَّابِ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَبْلُغُ مَعْرِفَةَ الْإِمَامِ أَوْ يُمْكِنُهُ اخْتِيَارُهُ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ضَلَّتِ الْعُقُولُ وَ تَاهَتِ الْحُلُومُ وَ حَارَتِ الْأَلْبَابُ وَ حَسَرَتِ الْعُيُونُ وَ تَصَاغَرَتِ الْعُظَمَاءُ وَ تَحَيَّرَتِ الْحُكَمَاءُ وَ حَصِرَتِ الْخُطَبَاءُ وَ تَقَاصَرَتِ الْحُلَمَاءُ وَ جَهِلَتِ الْأَلِبَّاءُ وَ كَلَّتِ الشُّعَرَاءُ وَ عَجَزَتِ الْأُدَبَاءُ وَ عَيِيَتِ الْبُلَغَاءُ عَنْ وَصْفِ شَأْنٍ مِنْ شَأْنِهِ أَوْ فَضِيلَةٍ مِنْ فَضَائِلِهِ فَأَقَرَّتْ بِالْعَجْزِ وَ التَّقْصِيرِ وَ كَيْفَ يُوصَفُ أَوْ يُنْعَتُ بِكُنْهِهِ أَوْ يُفْهَمُ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِهِ أَوْ يَقُومُ أَحَدٌ مَقَامَهُ أَوْ يُغْنِي غِنَاهُ لَا وَ كَيْفَ وَ أَنَّى وَ هُوَ بِحَيْثُ النَّجْمُ مِنْ أَيْدِي الْمُتَنَاوِلِينَ وَ وَصْفِ الْوَاصِفِينَ فَأَيْنَ الِاخْتِيَارُ مِنْ هَذَا وَ أَيْنَ الْعُقُولُ عَنْ هَذَا وَ أَيْنَ يُوجَدُ مِثْلُ هَذَا ظَنُّوا أَنَّ ذَلِكَ يُوجَدُ فِي غَيْرِ آلِ الرَّسُولِ كَذَبَتْهُمْ وَ اللَّهِ أَنْفُسُهُمْ وَ مَنَّتْهُمُ الْبَاطِلَ فَارْتَقَوْا مُرْتَقًى صَعْباً دَحْضاً تذل [تَزِلُ] عَنْهُ إِلَى الْحَضِيضِ أَقْدَامُهُمْ وَ رَامُوا إِقَامَةَ الْإِمَامِ بِعُقُولٍ حَائِرَةٍ نَاقِصَةٍ وَ آرَاءٍ مُضِلَّةٍ فَلَمْ يَزْدَادُوا مِنْهُ إِلَّا بُعْداً قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ لَقَدْ رَامُوا صَعْباً وَ قَالُوا إِفْكاً وَ ضَلُّوا ضَلالًا بَعِيداً وَ وَقَعُوا فِي الْحَيْرَةِ إِذْتَرَكُوا الْإِمَامَ عَنْ بَصِيرَةٍ وَ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَ كانُوا مُسْتَبْصِرِينَ رَغِبُوا عَنِ اخْتِيَارِ اللَّهِ وَ اخْتِيَارِ رَسُولِهِ إِلَى اخْتِيَارِهِمْ وَ الْقُرْآنُ يُنَادِيهِمْ وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللَّهِ وَ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (7) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ(8) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (9) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها (10) أَمْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (11) قالُوا سَمِعْنا وَ هُمْ لا يَسْمَعُونَ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ وَ لَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَ لَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ (12)قالُوا سَمِعْنا وَ عَصَيْنا(13) بَلْ هُوَ بِفَضْلِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ فَكَيْفَ لَهُمْ بِاخْتِيَارِ الْإِمَامِ وَ الْإِمَامُ عَالِمٌ لَا يَجْهَلُ وَ رَاعٍ لَا يَنْكُلُ مَعْدِنُ الْقُدْسِ وَ الطَّهَارَةِ وَ النُّسُكِ وَ الزَّهَادَةِ وَ الْعِلْمِ وَ الْعِبَادَةِ مَخْصُوصٌ بِدَعْوَةِ الرَّسُولِ وَ هُوَنَسْلُ الْمُطَهَّرَةِ الْبَتُولِ لَا مَغْمَزَ فِيهِ فِي نَسَبٍ وَ لَا يُدَانِيهِ دَنَسٌ لَهُ الْمَنْزِلَةُ الْأَعْلَى لَا يَبْلُغُهَا ذُو حَسَبٍ فِي الْبَيْتِ مِنْ قُرَيْشٍ وَ الذِّرْوَةُ مِنْ هَاشِمٍ وَ الْعِتْرَةُ مِنْ آلِ الرَّسُولِ وَ الرِّضَا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ شَرَفُ الْأَشْرَافِ وَ الْفَرْعُ مِنْ آلِ عَبْدِ مَنَافٍ نَامِي الْعِلْمِ كَامِلُ الْحِلْمِ مُضْطَلِعٌ بِالْإِمَامَةِ عَالِمٌ بِالسِّيَاسَةِ مَفْرُوضُ الطَّاعَةِ قَائِمٌ بِأَمْرِ اللَّهِ نَاصِحٌ لِعِبَادِ اللَّهِ حَافِظٌ لِدِينِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ وَ الْأَئِمَّةَ يُوَفِّقُهُمُ اللَّهُ وَ يُؤْتِيهِمْ مِنْ مَخْزُونِ عِلْمِهِ وَ حِكْمَتِهِ مَا لَا يُؤْتِيهِ غَيْرَهُمْ فَيَكُونُ عِلْمُهُمْ فَوْقَ عِلْمِ أَهْلِ زَمَانِهِمْ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (14) وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَ ما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ (15) وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي طَالُوتَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ وَ اللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (16) وَ قَالَ لِنَبِيِّهِ وَ كانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً (17) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ فِي الْأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ عِتْرَتِهِ وَ ذُرِّيَّتِه صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَ كَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً (18) إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اخْتَارَهُ اللَّهُ تَعَالَى لِأُمُورِ عِبَادِهِ يَشْرَحُ لِذَلِكَ صَدْرَهُ وَ أَوْدَعَ قَلْبَهُ يَنَابِيعَ الْحِكْمَةِ وَ أَلْهَمَهُ الْعِلْمَ إِلْهَاماً فَلَمْ يَعْيَ بَعْدَهُ بِجَوَابٍ وَ لَا يُحِيرُ فِيهِ عَنِ الصَّوَابِ فَهُوَ مَعْصُومٌ مُؤَيَّدٌ مُوَفَّقٌ مُسَدَّدٌ قَدْ أَمِنَ الْخَطَأَ وَ الزَّلَلَ وَ الْعِثَارَ يَخُصُّهُ اللَّهُ تَعَالَى بِذَلِكَ لِتَكُونَ حُجَّتَهُ الْبَالِغَةَ عَلَى عِبَادِهِ وَ شَاهِدَهُ عَلَى خَلْقِهِ وَ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ فَهَلْ يَقْدِرُونَ عَلَى مِثْلِ هَذَا فَيَخْتَارُوهُ أَوْ يَكُونُ خِيَارُهُمْ بِهَذِهِ الصِّفَةِ فَيُقَدِّمُوهُ تَعَدَّوْا وَ بَيْتِ اللَّهِ الْحَقِّ وَ نَبَذُوا كِتابَ اللَّهِ وَراءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ وَ فِي كِتَابِ اللَّهِ الْهُدَى وَ الشِّفَاءُ فَنَبَذُوهُ وَ اتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ فَذَمَّهُمُ اللَّهُ وَ مَقَّتَهُمْ وَ أَتْعَسَهُمْ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ فَتَعْساً لَهُمْ وَ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (20) وَ قَالَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ وَ عِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ(21).
عبد العزيز بن مسلم گويد: در ايّام علىّ بن موسى الرّضا عليه السّلام در مرو بوديم و در اوّلين جمعه پس از ورودمان در مسجد جامع گرد آمديم و حاضران انجمن از امامت و كثرت اختلاف مردم در اين باب سخن گفتند من بر سرور خود كه درود خدا بر او باد وارد شدم و او را از خوض كردن مردم در اين باب آگاه كردم، امام عليه السّلام تبسّمى كرد و فرمود: اى عبد العزيز بن مسلم اين مردم نادانند و در دين خود فريب خوردهاند. خداى تعالى پيامبرش را قبض روح نكرد مگر آنكه دينش را كامل گردانيد و قرآن را بر وى فرو فرستاد كه در آن تفصيل هر چيزى هست، حلال و حرام و حدود و احكام و جميع نيازمنديهاى مردم در آن بيان شده است ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ در قرآن چيزى را بىبيان نگذاشتيمو نيز در آخر عمر پيامبر صلّى اللَّه عليه و آله در حجّة الوداع اين آيه را فرو فرستاد: امروز دين شما را كامل و نعمت خود را بر شما تمام كردم و اسلام را به عنوان دين براى شما پسنديدم.
پس امر امامت از كمال دين و تمامت نعمت است و پيامبر از دنيا نرفت مگر آنكه براى امتش معالم دينشان را تبيين فرمود و راه آنها را روشن كرد و آنها را در جاده حقّ قرار داد و على عليه السّلام را براى آنها نشانه و امام گردانيد و حوائج امّت را تبيين فرمود و كسى كه مىپندارد خداى تعالى دينش را كامل نكرده كتاب خداى عزير را ردّ كرده است و كسى كه كتاب خداى تعالى را ردّ كند كافر شده است. آيا آنها قدر امامت و موقعيت آن را در ميان ملّت مىدانند تا برگزيدن امام براى آنها روا باشد؟
امامت قدرى جليلتر و شأنى عظيمتر و مكانى بلندتر و جانبى منيعتر و باطنى عميقتر از آن دارد كه مردم به واسطه عقولشان به آن برسند يا آنكه به اختيار خود امامى را منصوب كنند، امامت مقامى است كه ابراهيم خليل بعد از آنكه به مقام نبوّت و خلّت فائز شد در مرتبه سوم بدان دست يافت و فضيلتى است كه خداوند او را به آن مشرّف ساخته و آن را ستوده و فرموده است: من تو را براى مردم امام قرار مىدهم و خليل با سرور گفت: آيا از ذريّه من نيز امام خواهد بود؟ و خداى تعالى فرمود: عهد من به ظالمان نمىرسد.
اين آيه امامت هر ظالمى را تا روز قيامت باطل كرده و آن را مخصوص اصفياء گردانيده است. آنگاه خداى تعالى او را گرامى داشت و امامت را در ذريّه و نژاد برگزيده و پاك او قرار داد و فرمود: و ما به او اسحاق و يعقوب را بخشيديم و همه آنها را شايسته قرار داديم و آنها را امامانى قرار داديم كه به دستور ما هدايت مىكردند و انجام كارهاى خير و اقامه صلاة و اعطاء زكاة را به آنان وحى كرديم و براى ما عبادتكنندگان بودند. و اين امامت پيوسته در ذريّه او بود و قرن به قرن آن را از يك ديگر ارث مىبردند تا آنكه پيامبر اكرم صلّى اللَّه عليه و آله وارث آن گرديد و خداى تعالى فرمود:
سزاوارترين مردم به ابراهيم كسانى هستند كه از او پيروى كردند و همين پيامبر و مؤمنان و خداوند ولىّ مؤمنين است.
و اين مقام امامت اختصاص به پيامبر اكرم صلّى اللَّه عليه و آله داشت و آن را به امر خداى تعالى و به روشى كه او واجب كرده است به على عليه السّلام تفويض فرمود و در ذريّه برگزيده او جارى شد، كسانى كه خداى تعالى به آنها علم و ايمان داده است چنان كه فرموده است: آنان كه به آنها علم وايمان داده شده است گفتند: شما تا روز قيامت در كتاب خدا مانديد و اين روز قيامت است و ليكن شما نمىدانيد.آرى امامت در فرزندان على عليه السّلام تا روز قيامت جارى است، زيرا كه پس ازحضرت محمّد صلّى اللَّه عليه و آله پيامبرى نيست. چگونه اين جهّال امام بر مىگزينند.
امامت مقام انبياء و ارث اوصياء است، امامت جانشينى خدا و جانشينى رسول و مقام امير المؤمنين و ميراث حسن و حسين عليهم السّلام است.
امامت زمام دين و نظام مسلمين و صلاح دنيا و عزّت مؤمنين است. امامت ريشه اسلام و شاخه پربركت آن است، به واسطه امامت نماز و زكاة و روزه و حجّ و جهاد و فراوانى غنائم و صدقات و اجراى حدود و احكام و مرزبانى سرحدّات و اطراف تحقّق مىيابد.
امام حلال خدا را حلال و حرام او را حرام مىكند و حدود الهى را اقامه و از دين خدا دفاع مىنمايد و با حكمت و موعظه حسنه و حجّت بالغه مردم را به راه پروردگار فرا مىخواند امام مانند شمس طالعه براى عالم است و او در افقى استكه ايادى و ابصار بدو نرسد.
امام بدر منير و سراج زاهر و نور ساطع و ستاره هادى در شبهاى تاريك و بيابانهاى بىآب و علف و درياهاى پرگرداب است.
امام آب گوارا به كام تشنگان و راهنماى هدايت و رهاننده از گمراهى است.
امام آتشى بر بلندى و گرمابخش سرمازدگان و دليل در مهالك است كه هر كس از آن مفارقت كند هلاك خواهد شد.
امام ابر بارنده و باران سيل آسا و خورشيد رخشنده و آسمان سايه افكننده و زمين گسترده و چشمه جوشنده و بركه و روضه است.
امام يارى امين و پدرى مهربان و برادرى دلسوز و پناهگاه بندگان در حوادث ناگوار است.
امام امين خداى تعالى در ميان خلايق و حجّت او بر بندگان و خليفه او در بلاد و داعى به خداى تعالى و مدافع از حريم خداى تعالى است.
امام مطهّر از گناهان و مبرّاى از عيوب و مخصوص به علم و موسوم بهبردبارى و نظام دين و عزّت مسلمين و موجب خشم منافقين و هلاكت كفّار است.
امام يگانه دوران است، هيچ كس به پايه او نرسد و عالمى با او برابر نگردد و همتا و مثل و نظيرى ندارد و بىاكتساب و طلب، به فضل و كمال مخصوص گشته و از جانب مفضّل وهّاب بدان اختصاص يافته است. كيست كه بتواند به كنه معرفت امام دست يابد يا آنكه بتواند او را برگزيند؟ هيهات! هيهات! عقل و دانش در او گم و خردها حيران و چشمها بىفروغ و بزرگان كوچك و حكيمان متحيّر و خطيبان الكن و خردمندان قاصر و دانايان جاهل و شاعران درمانده و اديبان ناتوان و بليغان عاجزند كه شأنى از شئون و فضيلتى از فضايل امام را توصيف كنند و به ناتوانى و تقصير خود معترفند چه رسد به آنكه كنه او توصيف شود و يا آنكه چيزى از اسرار او فهميده شود يا كسى قائم مقام و نايب او شود؟ نه، از كجا و چگونه چنين چيزى ممكن است، او مانند ستارهاى است كه از دسترسى و توصيف خلايق برتر است.
اين مقام چقدر از اختيار و عقول مردم فاصله دارد و كجا چنين مقامى يافت مىشود؟ مىپندارند كه امام در غير آل رسول عليهم السّلام يافت مىشود، به خدا سوگند خودشان خود را دروغگو شمردند و آنها را اباطيل ايشان به آرزوهاى باطل واداشته است و به گردنه سخت و لغزندهاى بالا رفتهاند كه گامهايشان مىلغزد و به پرتگاه سقوط خواهند كرد و به عقول سرگردان و ناقص و آراى گمراهكننده خود امامى را برگزينند كه جز دورى و گمراهى بر ايشان نيفزايد خدا ايشان را بكشد، تا كى نسبت ناروا مىدهند؟
سختى را طلب كردند و سخن دروغ بر زبان جارى نمودند و به گمراهى عميقى درافتادند و در حيرت و سرگردانى واقع شدند، زيرا كه از روى بصيرت امام را ترك كردند و شيطان اعمالشان را آراست و آنان را از سبيل الهى بازداشت در حالى كه مستبصر بودند، از برگزيده خدا و رسول روى برگردانيده و به جانب برگزيده خود روى آوردند در حالى كه نداى قرآن كريم به آنان چنين است: و پروردگار تو هر كسى را كه بخواهد مىآفريند و او را برمىگزيند و ايشان را اختيارى نيست سُبْحانَ اللَّهِ وَ تَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ و باز فرموده است: هيچ زن و مرد مؤمنى را نسزد كه چون خدا و رسولش حكمى كنند امر ديگرى را اختيار كنند. و فرموده است: چگونهايد كه چگونه حكم مىكنيد؟ آيا كتابى داريد كه ازآن بياموزيد؟ آيا آنچه كه اختيار مىكنيد رواست؟ آيا عليه ما سوگندى داريد كه تا روز قيامت حقّ حكومت و قضا داريد؟ از ايشان بپرس كدام يك از آنها به چنين مطلبى زعيم است؟ يا براى آنها شريكانى است، پس اگر راست مىگويند شركاء خود را بياورند.
و خداى تعالى فرمود: آيا در قرآن تدبّر نمىكنند يا آنكه قلوبشان مقفول است؟ يا آنكه خداوند بر قلوب آنها مهر نهاده و نمىفهمند؟ يا آنكه گفتند شنيديم ولى نمىشنوند و نزد خداوند بدترين جنبندگان كران و گنگانند كه تعقّل نمىكنند و اگر خيرى در آنها بود خداوند آنها را شنوا مىكرد و اگر شنوا مىكرد پشت مىكردند و اعراض مىنمودند. و يا آنكه گفتند شنيديم و نافرمانى كرديم. آرى مقام امامت به فضل الهى است و آن را به هر كس كه خواهد اعطا مىكند وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.
آنان چگونه مىتوانند امام را برگزينند در حالى كه امام عالمى است كه نادانى ندارد و سرپرستى است كه نكول نكند و معدن قدس و طهارت و طريقت و زهد و علم و عبادت است و مخصوص به دعوت رسول خدا و تعيين اوست و از نسلمطهّر بتول است و در نژاد او تيرگى نيست و پليدى راه ندارد و براى او منزلتى است كه هيچ ذو حسبى بدان نرسد از خاندان قريش و نسب بلند هاشم و عترت آل رسول، و مرضىّ خداى تعالى است، شرف اشراف و فرعى از شجره عبد مناف است،
علمش نامى و حلمش كامل مىباشد، آفريده شده براى امامت، عالم به سياست و واجب الطّاعة است، قائم به امر خدا، ناصح بندگان خدا و حافظ دين او است.
خداوند پيامبران و امامان را توفيق مىدهد و از مخزن علم و حكمت خود به آنان چيزى را عطا مىكند كه به ديگران نمىدهد و علم آنان فوق علم سايرين است چنان كه خداى تعالى مىفرمايد:آيا كسى كه به حقّ فرا مىخواند شايستهتر است تا از او تبعيّت شود يا كسى كه مهتدى نيست مگر آنكه او را هدايت كنند چه مىگوييد و چگونه حكم مىكنيد؟ و باز مىفرمايد: و كسى را كه حكمت دادهاند خير كثير به او ارزانى كردهاند و جز خردمندان متذكّر نمىشوند.در داستان طالوت مىفرمايد: خداوند او را برگزيد و در علم و جسم برترى داد و خداوند پادشاهى خود را به هر كس كه بخواهد ارزانى مىكند وخداوند واسع و عليم است.و به پيامبرش فرمود: و فضل خداوند بر تو بسيار است. و خداى تعالى در باره ائمّه از اهل بيت و عترت و ذريّه او صلوات اللَّه عليهم اجمعين مىفرمايد: آيا بر مردم حسد مىورزند، مردمى كه خداوند فضل خود را به آنان ارزانى فرموده است؟ ما به آل ابراهيم كتاب و حكمت و ملك عظيمى داديم و برخى به آن ايمان آورده و برخى ديگر از آن روى مىگردانند و جهنّم آتش كافى دارد.
چون خداى تعالى بندهاى را براى امور بندگانش برگزيند به او شرح صدرى عطا كند و در دلش چشمههاى حكمت به وديعه نهد و دانش را به او الهام فرمايد و پس از آن او در جوابى در نماند و در صوابى حيران نماند. او معصوم مؤيّد و موفّق مسدّد و از خطا و لغزش در امان است، خداوند او را بدين اوصاف مخصوص مىگرداند تا حجّت بالغه بر بندگان و شاهد بر خلايق باشد و ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ.
آيا بشر به چنين امورى قادر است تا او را برگزيند يا آنكه برگزيده آنها چنين اوصافى دارد تا او را پيش بيندازند؟
به بيت اللَّه سوگند كه با حق دشمنى كردند و كتاب خدا را پشت سر انداختند، گويا نمىدانندكه در كتاب خدا هدايت و شفاء است آن را به كنارى انداختند و از هوى و هوس پيروى كردند و خداوند آنها را نكوهش كرد و دشمن داشت و بدبخت كرد.
خداى تعالى فرمود: و كيست كه گمراهتر باشد از كسى كه بىرهبرى خداوند از هوى پيروى كند كه خداى تعالى ستمكاران را هدايت نمىكند. و فرموده است: بدا به حال ايشان و نابود كند اعمال ايشان را و فرمود: نزد خدا و مؤمنان دشمنى بزرگى است و اين چنين خداوند بر قلب متكبّر ستمكار مهر مىنهد.
1-سوره الأنعام:آيه 38
2-سوره المائدة:آيه3
3-سوره البقرة:آيه 124
4- سوره الأنبياء: آيه72- 73
5- سوره آل عمران آيه 68
6-سوره الروم:آيه 56
7-سوره القصص:آيه 68
8-سوره الأحزاب: آيه36
9-سوره القلم:آيه 36 الى 41
10-سوره محمّد:آيه 24
11-سوره التوبه:آيه 93
12-سوره أنفال:آيه 21 الى 23
13-سوره البقره:آيه 93
14-سوره يونس:آيه 35
15-سوره البقرة:آيه 269
16-سوره البقرة:آيه 247
17-سوره النساء:آيه 113
18-سوره النساء:آيه 55- 54
19-سوره قصص آيه50
20-سوره محمد آيه 8
21-سوره غافرآيه 35
كمال الدين و تمام النعمة، ج2، ص: 676