عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ أَ تَخَافُ أَنْ يَتَسَامَى بَاطِلُهُ عَلَى حَقِّنَا وَ مَرَضُهُ عَلَى صِحَّتِنَا؟ قَالَ لَا قَالَ فَابْعَثْ إِذاً عَلَيْهِ فَقَالَ عُتْبَةُ هَذَا رَأْيٌ لَا أَعْرِفُهُ- وَ اللَّهِ مَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَلْقَوْهُ بِأَكْثَرَ وَ لَا أَعْظَمَ مِمَّا فِي أَنْفُسِكُمْ عَلَيْهِ وَ لَا يَلْقَاكُمْ بِأَعْظَمَ مِمَّا فِي نَفْسِهِ عَلَيْكُمْ وَ إِنَّهُ لِأَهْلِ بَيْتٍ خَصِمٍ جَدِلٍ فَبَعَثُوا إِلَى الْحَسَنِ عليه السلام فَلَمَّا أَتَاهُ الرَّسُولُ قَالَ لَهُ يَدْعُوكَ مُعَاوِيَةُ قَالَ وَ مَنْ عِنْدَهُ؟قَالَ الرَّسُولُ عِنْدَهُ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ وَ سَمَّى كُلًّا مِنْهُمْ بِاسْمِهِ فَقَالَ الْحَسَنُ عليه السلام مَا لَهُمْ خَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَ أَتاهُمُ الْعَذابُ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ ثُمَّ قَالَ يَا جَارِيَةُ أَبْلِغِينِي ثِيَابِي- ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْرَأُ بِكَ فِي نُحُورِهِمْ وَ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ وَ أَسْتَعِينُ بِكَ عَلَيْهِمْ فَاكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ وَ أَنَّى شِئْتَ مِنْ حَوْلِكَ وَ قُوَّتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَ قَالَ لِلرَّسُولِ هَذَا كَلَامُ الْفَرَجِ فَلَمَّا أَتَى مُعَاوِيَةَ رَحَّبَ بِهِ وَ حَيَّاهُ وَ صَافَحَهُ فَقَالَ الْحَسَنُ عليه السلام إِنَّ الَّذِي حُيِّيتُ بِهِ سَلَامَةٌ وَ الْمُصَافَحَةَ أَمْنٌ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ أَجَلْ إِنَّ هَؤُلَاءِ بَعَثُوا إِلَيْكَ وَ عَصَوْنِي لِيُقِرُّوكَ أَنَّ عُثْمَانَ قُتِلَ مَظْلُوماً وَ أَنَّ أَبَاكَ قَتَلَهُ فَاسْمَعْ مِنْهُمْ ثُمَّ أَجِبْهُمْ بِمِثْلِ مَا يُكَلِّمُونَكَ فَلَا يَمْنَعْكَ مَكَانِي مِنْ جَوَابِهِمْ فَقَالَ الْحَسَنُ فَسُبْحَانَ اللَّهِ الْبَيْتُ بَيْتُكَ وَ الْإِذْنُ فِيهِ إِلَيْكَ- وَ اللَّهِ لَئِنْ أَجَبْتَهُمْ إِلَى مَا أَرَادُوا إِنِّي لَأَسْتَحْيِي لَكَ مِنَ الْفُحْشِ وَ إِنْ كَانُوا غَلَبُوكَ عَلَى مَا تُرِيدُ إِنِّي لَأَسْتَحْيِي لَكَ مِنَ الضَّعْفِ فَبِأَيِّهِمَا تُقِرُّ وَ مِنْ أَيِّهِمَا تَعْتَذِرُ وَ أَمَا إِنِّي لَوْ عَلِمْتُ بِمَكَانِهِمْ وَ اجْتِمَاعِهِمْ لَجِئْتُ بِعِدَّتِهِمْ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ مَعَ أَنِّي مَعَ وَحْدَتِي هُمْ أَوْحَشُ مِنِّي مِنْ جَمْعِهِمْ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَوَلِيِّيَ الْيَوْمَ وَ فِيمَا بَعْدَ الْيَوْمِ فَمُرْهُمْ فَلْيَقُولُوا فَأَسْمَعُ وَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ فَتَكَلَّمَ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَقَالَ مَا سَمِعْتُ كَالْيَوْمِ أَنْ بَقِيَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مِنْ أَحَدٍ بَعْدَ قَتْلِ الْخَلِيفَةِ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَ كَانَ ابْنَ أُخْتِهِمْ وَ الْفَاضِلَ فِي الْإِسْلَامِ مَنْزِلَةً-وَ الْخَاصَّ بِرَسُولِ اللَّهِ أَثَرَةً فَبِئْسَ كَرَامَةُ اللَّهِ حَتَّى سَفَكُوا دَمَهُ- اعْتِدَاءً وَ طَلَباً لِلْفِتْنَةِ وَ حَسَداً وَ نَفَاسَةً وَ طَلَبَ مَا لَيْسُوا بِأَهْلِينَ لِذَلِكَ مَعَ سَوَابِقِهِ وَ مَنْزِلَتِهِ مِنَ اللَّهِ وَ مِنْ رَسُولِهِ وَ مِنَ الْإِسْلَامِ فَيَا ذُلَّاهْ أَنْ يَكُونَ حَسَنٌ وَ سَائِرُ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ قَتَلَةُ عُثْمَانَ أَحْيَاءً يَمْشُونَ عَلَى مَنَاكِبِ الْأَرْضِ وَ عُثْمَانُ بِدَمِهِ مُضَرَّجٌ مَعَ أَنَّ لَنَا فِيكُمْ تِسْعَةَ عَشَرَ دَماً بِقَتْلَى بَنِي أُمَيَّةَ بِبَدْرٍ ثُمَّ تَكَلَّمَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أَيْ ابْنَ أَبِي تُرَابٍ بَعَثْنَا إِلَيْكَ لِنُقَرِّرَكَ أَنَّ أَبَاكَ سَمَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ وَ اشْتَرَكَ فِي قَتْلِ عُمَرَ الْفَارُوقِ وَ قَتْلِ عُثْمَانَ ذِي النُّورَيْنِ مَظْلُوماً وَ ادَّعَى مَا لَيْسَ لَهُ حَقٌّ وَ وَقَعَ فِيهِ وَ ذَكَرَ الْفِتْنَةَ وَ عَيَّرَهُ بِشَأْنِهَا ثُمَّ قَالَ إِنَّكُمْ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيُعْطِيَكُمُ الْمُلْكَ فَتَرْكَبُونَ فِيهِ مَا لَا يَحِلُّ لَكُمْ ثُمَّ أَنْتَ يَا حَسَنُ تُحَدِّثُ نَفْسَكَ بِأَنَّكَ كَائِنٌ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ لَيْسَ عِنْدَكَ عَقْلُ ذَلِكَ وَ لَا رَأْيُهُ وَ كَيْفَ وَ قَدْ سُلِبْتَهُ وَ تُرِكْتَ أَحْمَقَ فِي قُرَيْشٍ وَ ذَلِكَ لِسُوءِ عَمَلِ أَبِيكَ وَ إِنَّمَا دَعَوْنَاكَ لِنَسُبَّكَ وَ أَبَاكَ ثُمَّ إِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ أَنَّ تَعِيبَ عَلَيْنَا وَ لَا أَنْ تُكَذِّبَنَا بِهِ فَإِنْ كُنْتَ تَرَى أَنْ كَذَبْنَاكَ فِي شَيْءٍ وَ تَقَوَّلْنَا عَلَيْكَ بِالْبَاطِلِ وَ ادَّعَيْنَا عَلَيْكَ خِلَافَ الْحَقِّ فَتَكَلَّمْ وَ إِلَّا فَاعْلَمْ أَنَّكَ وَ أَبَاكَ مِنْ شَرِّ خَلْقِ اللَّهِ فَأَمَّا أَبُوكَ فَقَدْ كَفَانَا اللَّهُ قَتْلَهُ وَ تَفَرَّدَ بِهِ وَ أَمَّا أَنْتَ فَإِنَّكَ فِي أَيْدِينَا نَتَخَيَّرُ فِيكَ وَ اللَّهِ أَنْ لَوْ قَتَلْنَاكَ مَا كَانَ فِي قَتْلِكَ إِثْمٌ عِنْدَ اللَّهِ وَ لَا عَيْبٌ عِنْدَ النَّاسِ ثُمَّ تَكَلَّمَ عُتْبَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ فَكَانَ أَوَّلَ مَا ابْتَدَأَ بِهِ أَنْ قَالَ يَا حَسَنُ عليه السلام إِنَّ أَبَاكَ كَانَ شَرَّ قُرَيْشٍ لِقُرَيْشٍ أَقْطَعَهُ لِأَرْحَامِهَا وَ أَسْفَكَهُ لِدِمَائِهَا وَ إِنَّكَ لَمِنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ وَ إِنَّ فِي الْحَقِّ أَنْ نَقْتُلَكَ بِهِ وَ إِنَّ عَلَيْكَ الْقَوَدَ فِي كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ إِنَّا قَاتِلُوكَ بِهِ وَ أَمَّا أَبُوكَ فَقَدْ تَفَرَّدَ اللَّهُ بِقَتْلِهِ فَكَفَانَا أَمْرَهُ وَ أَمَّا رَجَاؤُكَ الْخِلَافَةَ فَلَسْتَ فِيهَا لَا فِي قَدْحَةِ زَنْدِكَ وَ لَا فِي رَجْحَةِ مِيزَانِكَ ثُمَّ تَكَلَّمَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ بِنَحْوٍ مِنْ كَلَامِ أَصْحَابِهِ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ بَنِي هَاشِمٍ كُنْتُمْ أَوَّلَ مَنْ دَبَّ بِعَيْبِ عُثْمَانَ وَ جَمَعَ النَّاسَ عَلَيْهِ حَتَّى قَتَلْتُمُوهُ حِرْصاً عَلَى الْمُلْكِ وَ قَطِيعَةً لِلرَّحِمِ وَ اسْتِهْلَاكَ الْأُمَّةِ وَ سَفْكَ دِمَائِهَا حِرْصاً عَلَى الْمُلْكِ وَ طَلَباً لِلدُّنْيَا الْخَبِيثَةِ وَ حُبّاً لَهَا وَ كَانَ عُثْمَانُ خَالَكُمْ فَنِعْمَ الْخَالُ كَانَ لَكُمْ وَ كَانَ صِهْرُكُمْ فَكَانَ نِعْمَ الصِّهْرُ لَكُمْ قَدْ كُنْتُمْ أَوَّلَ مَنْ حَسَدَهُ وَ طَعَنَ عَلَيْهِ ثُمَّ وَلِيتُمْ قَتْلَهُ فَكَيْفَ رَأَيْتُمْ صُنْعَ اللَّهِ بِكُمْ ثُمَّ تَكَلَّمَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ فَكَانَ كَلَامُهُ وَ قَوْلُهُ كُلُّهُ وُقُوعاً فِي عَلِيٍّ عليه السلام ثُمَّ قَالَ يَا حَسَنُ إِنَّ عُثْمَانَ قُتِلَ مَظْلُوماً- فَلَمْ يَكُنْ لِأَبِيكَ فِي ذَلِكَ عُذْرُ بَرِيءٍ وَ لَا اعْتِذَارُ مُذْنِبٍ غَيْرَ أَنَّا يَا حَسَنُ قَدْ ظَنَنَّا لِأَبِيكَ فِي ضَمِّهِ قَتَلَةَ عُثْمَانَ وَ إِيوَائِهِ لَهُمْ وَ ذَبِّهِ عَنْهُمْ أَنَّهُ بِقَتْلِهِ رَاضٍ وَ كَانَ وَ اللَّهِ طَوِيلَ السَّيْفِ وَ اللِّسَانِ يَقْتُلُ الْحَيَّ وَ يَعِيبُ الْمَيِّتَ وَ بَنُو أُمَيَّةَ خَيْرٌ لِبَنِي هَاشِمٍ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ لِبَنِي أُمَيَّةَ وَ مُعَاوِيَةُ خَيْرٌ لَكَ يَا حَسَنُ مِنْكَ لِمُعَاوِيَةَ وَ قَدْ كَانَ أَبُوكَ نَاصَبَ رَسُولَ اللَّهِ صلي الله عليه و آله فِي حَيَاتِهِ وَ أَجْلَبَ عَلَيْهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَ أَرَادَ قَتْلَهُ فَعَلِمَ ذَلِكَ مِنْ أَمْرِهِ رَسُولُ اللَّهِ ص ثُمَّ كَرِهَ أَنْ يُبَايِعَ أَبَا بَكْرٍ حَتَّى أُتِيَ بِهِ قَوْداً ثُمَ دَسَّ عَلَيْهِ فَسَقَاهُ سَمّاً فَقَتَلَهُ ثُمَّ نَازَعَ عُمَرَ حَتَّى هَمَّ أَنْ يَضْرِبَ رَقَبَتَهُ فَعَمَدَ فِي قَتْلِهِ- ثُمَّ طَعَنَ عَلَى عُثْمَانَ حَتَّى قَتَلَهُ كُلُّ هَؤُلَاءِ قَدْ شَرِكَ فِي دَمِهِمْ فَأَيُّ مَنْزِلَةٍ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَا حَسَنُ وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ السُّلْطَانَ لِوَلِيِّ الْمَقْتُولِ فِي كِتَابِهِ الْمُنْزَلِ فَمُعَاوِيَةُ وَلِيُّ الْمَقْتُولِ بِغَيْرِ حَقٍّ فَكَانَ مِنَ الْحَقِّ لَوْ قَتَلْنَاكَ وَ أَخَاكَ وَ اللَّهِ مَا دَمُ عَلِيٍّ بِأَخْطَرَ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ وَ مَا كَانَ اللَّهُ لِيَجْمَعَ فِيكُمْ يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْمُلْكَ وَ النُّبُوَّةَ ثُمَّ سَكَتَ فَتَكَلَّمَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَى أَوَّلَكُمْ بِأَوَّلِنَا وَ آخِرَكُمْ بِآخِرِنَا- وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى جَدِّي مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ اسْمَعُوا مِنِّي مَقَالَتِي وَ أَعِيرُونِي فَهْمَكُمْ وَ بِكَ أَبْدَأُ يَا مُعَاوِيَةُ إِنَّهُ لَعَمْرُ اللَّهِ يَا أَزْرَقُ مَا شَتَمَنِي غَيْرُكَ وَ مَا هَؤُلَاءِ شَتَمُونِي وَ لَا سَبَّنِي غَيْرُكَ وَ مَا هَؤُلَاءِ سَبُّونِي وَ لَكِنْ شَتَمْتَنِي وَ سَبَبْتَنِي فُحْشاً مِنْكَ وَ سُوءَ رَأْيٍ وَ بَغْياً وَ عُدْوَاناً وَ حَسَداً عَلَيْنَا وَ عَدَاوَةً لِمُحَمَّدٍ ص قَدِيماً وَ حَدِيثاً وَ إِنَّهُ وَ اللَّهِ لَوْ كُنْتُ أَنَا وَ هَؤُلَاءِ يَا أَزْرَقُ مُشَاوِرِينَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه و آله وَ حَوْلَنَا الْمُهَاجِرُونَ وَ الْأَنْصَارُ مَا قَدَرُوا أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِهِ وَ لَا اسْتَقْبَلُونِي بِمَا اسْتَقْبَلُونِي بِهِ فَاسْمَعُوا مِنِّي أَيُّهَا الْمَلَأُ الْمُجْتَمِعُونَ الْمُتَعَاوِنُونَ عَلَيَّ- وَ لَا تَكْتُمُوا حَقّاً عَلِمْتُمُوهُ وَ لَا تُصَدِّقُوا بِبَاطِلٍ إِنْ نَطَقْتُ بِهِ وَ سَأَبْدَأُ بِكَ يَا مُعَاوِيَةُ وَ لَا أَقُولُ فِيكَ إِلَّا دُونَ مَا فِيكَ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي شَتَمْتُمُوهُ صَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا وَ أَنْتَ تَرَاهُمَا جَمِيعاً وَ أَنْتَ فِي ضَلَالَةٍ تَعْبُدُ اللَّاتَ وَ الْعُزَّى وَ بَايَعَ الْبَيْعَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا بَيْعَةَ الرِّضْوَانِ وَ بَيْعَةَ الْفَتْحِ وَ أَنْتَ يَا مُعَاوِيَةُ بِالْأُولَى كَافِرٌ وَ بِالْأُخْرَى نَاكِثٌ؟ ثُمَّ قَالَ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّمَا أَقُولُ حَقّاً إِنَّهُ لَقِيَكُمْ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه و آله يَوْمَ بَدْرٍ وَ مَعَهُ رَايَةُ النَّبِيِّ صلي الله عليه و آله وَ الْمُؤْمِنِينَ- وَ مَعَكَ يَا مُعَاوِيَةُ رَايَةُ الْمُشْرِكِينَ وَ أَنْتَ تَعْبُدُ اللَّاتَ وَ الْعُزَّى وَ تَرَى حَرْبَ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه و آله فَرْضاً وَاجِباً؟ وَ لَقِيَكُمْ يَوْمَ أُحُدٍ وَ مَعَهُ رَايَةُ النَّبِيِّ وَ مَعَكَ يَا مُعَاوِيَةُ رَايَةُ الْمُشْرِكِينَ؟وَ لَقِيَكُمْ يَوْمَ الْأَحْزَابِ وَ مَعَهُ رَايَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه و آله وَ مَعَكَ يَا مُعَاوِيَةُ رَايَةُ الْمُشْرِكِينَ؟ كُلَّ ذَلِكَ يُفْلِجُ اللَّهُ حُجَّتَهُ وَ يُحِقُّ دَعْوَتَهُ وَ يُصَدِّقُ أُحْدُوثَتَهُ وَ يَنْصُرُ رَايَتَهُ وَ كُلَّ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ [يُرَى] عَنْهُ رَاضِياً فِي الْمَوَاطِنِ كُلِّهَا سَاخِطاً عَلَيْكَ ثُمَّ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلي الله عليه و آله حَاصَرَ بَنِي قُرَيْظَةَ وَ بَنِي النظير [النَّضِيرِ] ثُمَّ بَعَثَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَ مَعَهُ رَايَةُ الْمُهَاجِرِينَ وَ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ وَ مَعَهُ رَايَةُ الْأَنْصَارِ فَأَمَّا سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ فَخَرَجَ وَ حُمِلَ جَرِيحاً وَ أَمَّا عُمَرُ فَرَجَعَ هَارِباً وَ هُوَ يُجَبِّنُ أَصْحَابَهُ وَ يُجَبِّنُهُ أَصْحَابُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه و آله لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَداً رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ كَرَّارٌ غَيْرُ فَرَّارٍ- ثُمَّ لَا يَرْجِعُ حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ فَتَعَرَّضَ لَهَا أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ وَ غَيْرُهُمَا مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَ الْأَنْصَارِ وَ عَلِيٌّ يَوْمَئِذٍ أَرْمَدُ شَدِيدَ الرَّمَدِ فَدَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ ص فَتَفَلَ فِي عَيْنِهِ فَبَرَأَ مِنْ رَمَدِهِ وَ أَعْطَاهُ الرَّايَةَ فَمَضَى وَ لَمْ يَثْنِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِمَنِّهِ وَ طَوْلِهِ وَ أَنْتَ يَوْمَئِذٍ بِمَكَّةَ عَدُوٌّ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ- فَهَلْ يَسْتَوِي بَيْنَ رَجُلٍ نَصَحَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ رَجُلٍ عَادَى اللَّهَ وَ رَسُولَهُ ثُمَّ أُقْسِمُ بِاللَّهِ مَا أَسْلَمَ قَلْبُكَ بَعْدُ وَ لَكِنَّ اللِّسَانَ خَالَفَ فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا لَيْسَ فِي الْقَلْبِ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلي الله عليه و آله اسْتَخْلَفَهُ عَلَى الْمَدِينَةِ فِي غَزَاةِ تَبُوكَ وَ لَا سَخِطَ ذَلِكَ وَ لَا كَرَاهَةَ وَ تَكَلَّمَ فِيهِ الْمُنَافِقُونَ فَقَالَ لَا تُخْلِفْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنِّي لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْكَ فِي غَزْوَةٍ قَطُّ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه و آله أَنْتَ وَصِيِّي وَ خَلِيفَتِي فِي أَهْلِي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ عليه السلام فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ تَوَلَّانِي فَقَدْ تَوَلَّى اللَّهَ وَ مَنْ تَوَلَّى عَلِيّاً فَقَدْ تَوَلَّانِي وَ مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ وَ مَنْ أَطَاعَ عَلِيّاً فَقَدْ أَطَاعَنِي وَ مَنْ أَحَبَّنِي فَقَدْ أَحَبَّ اللَّهَ وَ مَنْ أَحَبَّ عَلِيّاً فَقَدْ أَحَبَّنِي ثُمَّ قَالَ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ- أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلي الله عليه و آله قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَمْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ كِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي فَأَحِلُّوا حَلَالَهُ وَ حَرِّمُوا حَرَامَهُ وَ اعْمَلُوا بِمُحْكَمِهِ وَ آمِنُوا بِمُتَشَابِهِهِ وَ قُولُوا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَ أَحِبُّوا أَهْلَ بَيْتِي وَ عِتْرَتِي وَ وَالُوا مَنْ وَالاهُمْ وَ انْصُرُوهُمْ عَلَى مَنْ عَادَاهُمْ وَ إِنَّهُمَا لَنْ يَزَالا فِيكُمْ حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ دَعَا وَ هُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ عَلِيّاً فَاجْتَذَبَهُ بِيَدِهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُ اللَّهُمَّ مَنْ عَادَى عَلِيّاً فَلَا تَجْعَلْ لَهُ فِي الْأَرْضِ مَقْعَداً وَ لَا فِي السَّمَاءِ مَصْعَداً وَ اجْعَلْهُ فِي أَسْفَلِ دَرْكٍ مِنَ النَّارِ؟
وَ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص قَالَ لَهُ أَنْتَ الذَّائِذُ عَنْ حَوْضِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَذُودُ عَنْهُ كَمَا يَذُودُ أَحَدُكُمُ الْغَرِيبَةَ مِنْ وَسْطِ إِبِلِهِ؟أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ أَ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه و آله فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ فَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه و آله فَقَالَ عَلِيٌّ مَا يُبْكِيكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ يُبْكِينِي أَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ لَكَ فِي قُلُوبِ رِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي ضَغَائِنَ لَا يُبْدُونَهَا لَكَ حَتَّى أَتَوَلَّى عَنْكَ؟أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلي الله عليه و آله حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ وَ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ أَهْلُ بَيْتِهِ قَالَ اللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَ عِتْرَتِي اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُمْ وَ عَادِ مَنْ عَادَاهُمْ وَ قَالَ إِنَّمَا مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ كَسَفِينَةِ نُوحٍ مَنْ دَخَلَ فِيهَا نَجَا وَ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ؟وَ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه و آله قَدْ سَلَّمُوا عَلَيْهِ بِالْوَلَايَةِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه و آله وَ حَيَاتِهِ؟وَ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ عَلِيّاً عليه السلام أَوَّلُ مَنْ حَرَّمَ الشَّهَوَاتِ كُلَّهَا عَلَى نَفْسِهِ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه و آله فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَ لا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ. وَ كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالًا طَيِّباً وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (1) وَ كَانَ عِنْدَهُ عِلْمُ الْمَنَايَا وَ عِلْمُ الْقَضَايَا وَ فَصْلُ الْكِتَابِ وَ رُسُوخُ الْعِلْمِ وَ مَنْزِلُ الْقُرْآنِ وَ كَانَ [فِي] رَهْطٍ لَا نَعْلَمُهُمْ يُتَمِّمُونَ عَشَرَةً نَبَّأَهُمُ اللَّهُ أَنَّهُمْ مُؤْمِنُونَ وَ أَنْتُمْ فِي رَهْطٍ قَرِيبٍ مِنْ عِدَّةِ أُولَئِكَ لُعِنُوا عَلَى لِسَانِ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه و آله فَأَشْهَدُ لَكُمْ وَ أَشْهَدُ عَلَيْكُمْ أَنَّكُمْ لُعَنَاءُ اللَّهِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ كُلَّكُم؟وَ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلي الله عليه و آله بَعَثَ إِلَيْكَ لِتَكْتُبَ لَهُ لِبَنِي خُزَيْمَةَ حِينَ أَصَابَهُمْ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَانْصَرَفَ إِلَيْهِ الرَّسُولُ فَقَالَ هُوَ يَأْكُلُ فَأَعَادَ الرَّسُولَ إِلَيْكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ كُلَّ ذَلِكَ يَنْصَرِفُ الرَّسُولُ إِلَيْهِ وَ يَقُولَ هُوَ يَأْكُلُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ اللَّهُمَّ لَا تُشْبِعْ بَطْنَهُ فَهِيَ وَ اللَّهِ فِي نَهْمَتِكَ وَ أَكْلِكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟ ثُمَّ قَالَ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّمَا أَقُولُ حَقّاً إِنَّكَ يَا مُعَاوِيَةُ كُنْتَ تَسُوقُ بِأَبِيكَ عَلَى جَمَلٍ أَحْمَرَ يَقُودُهُ أَخُوكَ هَذَا الْقَاعِدُ وَ هَذَا يَوْمَ الْأَحْزَابِ فَلَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه و آله الْقَائِدَ وَ الرَّاكِبَ وَ السَّائِقَ فَكَانَ أَبُوكَ الرَّاكِبَ وَ أَنْتَ يَا أَزْرَقُ السَّائِقَ وَ أَخُوكَ هَذَا الْقَاعِدُ الْقَائِدَ؟أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلي الله عليه و آله لَعَنَ أَبَا سُفْيَانَ فِي سَبْعَةِ مَوَاطِنَ أَوَّلُهُنَّ حِينَ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَ أَبُو سُفْيَانَ جَاءَ مِنَ الشَّامِ فَوَقَعَ فِيهِ أَبُو سُفْيَانَ فَسَبَّهُ وَ أَوْعَدَهُ وَ هَمَّ أَنْ يَبْطِشَ بِهِ ثُمَّ صَرَفَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْهُ وَ الثَّانِيَةُ يَوْمَ الْعِيرِ حَيْثُ طَرَدَهَا أَبُو سُفْيَانَ لِيُحْرِزَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ وَ الثَّالِثَةُ يَوْمَ أُحُدٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه و آله اللَّهُ مَوْلَانَا وَ لَا مَوْلَى لَكُمْ وَ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ لَنَا الْعُزَّى وَ لَا عُزَّى لَكُمْ فَلَعَنَهُ اللَّهُ وَ مَلَائِكَتُهُ وَ رُسُلُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ أَجْمَعُونَ وَ الرَّابِعَةُ يَوْمَ حُنَيْنٍ يَوْمَ جَاءَ أَبُو سُفْيَانَ يجمع [بِجَمْعِ] قُرَيْشٍ وَ هَوَازِنَ وَ جَاءَ عُيَيْنَةُ بِغَطْفَانَ وَ الْيَهُودِ فَرَدَّهُمُ اللَّهُ بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً هَذَا قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْزَلَ فِي سُورَتَيْنِ فِي كِلْتَيْهِمَا يُسَمِّي أَبَا سُفْيَانَ وَ أَصْحَابَهُ كُفَّاراً وَ أَنْتَ يَا مُعَاوِيَةُ يَوْمَئِذٍ مُشْرِكٌ عَلَى رَأْيِ أَبِيكَ بِمَكَّةَ وَ عَلِيٌّ عليه السلام يَوْمَئِذٍ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه و آله وَ عَلَى رَأْيِهِ وَ دِينِهِ وَ الْخَامِسَةُ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ(1) وَ صَدَدْتَ أَنْتَ وَ أَبُوكَ وَ مُشْرِكُو قُرَيْشٍ رَسُولَ اللَّهِ فَلَعَنَهُ اللَّهُ لَعْنَةً شَمِلَتْهُ وَ ذُرِّيَّتَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَ السَّادِسَةُ يَوْمَ الْأَحْزَابِ يَوْمَ جَاءَ أَبُو سُفْيَانَ بِجَمْعِ قُرَيْشٍ وَ جَاءَ عُيَيْنَةُ بْنُ حُصَيْنِ بْنِ بَدْرٍ بِغَطْفَانَ فَلَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ الْقَادَةَ وَ الْأَتْبَاعَ وَ السَّاقَةَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ- فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَ مَا فِي الْأَتْبَاعِ مُؤْمِنٌ؟
قَالَ لَا تُصِيبُ اللَّعْنَةُ مُؤْمِناً مِنَ الْأَتْبَاعِ أَمَّا الْقَادَةُ فَلَيْسَ فِيهِمْ مُؤْمِنٌ وَ لَا مُجِيبٌ وَ لَا نَاجٍ وَ السَّابِعَةُ يَوْمَ الثَّنِيَّةِ يَوْمَ شَدَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه و آله اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا سَبْعَةٌ مِنْهُمْ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَ خَمْسَةٌ مِنْ سَائِرِ قُرَيْشٍ فَلَعَنَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ رَسُولُ اللَّهِ مَنْ حَلَّ الثَّنِيَّةَ غَيْرَ النَّبِيِّ وَ سَائِقِهِ وَ قَائِدِهِ؟ثُمَّ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ دَخَلَ عَلَى عُثْمَانَ حِينَ بُويِعَ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه و آله فَقَالَ يَا ابْنَ أَخِي هَلْ عَلَيْنَا مِنْ عَيْنٍ؟
فَقَالَ لَا فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ تَدَاوَلُوا الْخِلَافَةَ يَا فِتْيَانَ بَنِي أُمَيَّةَ فَوَ الَّذِي نَفْسُ أَبِي سُفْيَانَ بِيَدِهِ مَا مِنْ جَنَّةٍ وَ لَا نَارٍ وَ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ أَ تَعْلَمُونَ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَخَذَ بِيَدِ الْحُسَيْنِ حِينَ بُويِعَ عُثْمَانُ وَ قَالَ يَا ابْنَ أَخِي اخْرُجْ مَعِي إِلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ فَخَرَجَ حَتَّى إِذَا تَوَسَّطَ الْقُبُورَ اجْتَرَّهُ فَصَاحَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ يَا أَهْلَ الْقُبُورِ الَّذِي كُنْتُمْ تُقَاتِلُونَّا عَلَيْهِ صَارَ بِأَيْدِينَا وَ أَنْتُمْ رَمِيمٌ فَقَالَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ عليه السلام قَبَّحَ اللَّهُ شَيْبَتَكَ وَ قَبَّحَ وَجْهَكَ ثُمَّ نَتَرَ يَدَهُ وَ تَرَكَهُ فَلَوْ لَا النُّعْمَانُ بْنُ بَشِيرٍ أَخَذَ بِيَدِهِ وَ رَدَّهُ إِلَى الْمَدِينَةِ لَهَلَكَ فَهَذَا لَكَ يَا مُعَاوِيَةُ فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَرُدَّ عَلَيْنَا شَيْئاً وَ مِنْ لَعْنَتِكَ يَا مُعَاوِيَةُ أَنَّ أَبَاكَ أَبَا سُفْيَانَ كَانَ يَهُمُّ أَنْ يُسْلِمَ فَبَعَثْتَ إِلَيْهِ بِشِعْرٍ مَعْرُوفٍ مَرْوِيٍّ فِي قُرَيْشٍ وَ غَيْرِهِمْ تَنْهَاهُ عَنِ الْإِسْلَامِ وَ تَصُدُّهُ وَ مِنْهَا أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ وَلَّاكَ الشَّامَ فَخُنْتَ بِهِ وَ وَلَّاكَ عُثْمَانُ فَتَرَبَّصْتَ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ ثُمَّ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِكَ جُرْأَتُكَ عَلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ أَنَّكَ قَاتَلْتَ عَلِيّاً عليه السلام وَ قَدْ عَرَفْتَهُ وَ عَرَفْتَ سَوَابِقَهُ وَ فَضْلَهُ وَ عِلْمَهُ عَلَى أَمْرٍ هُوَ أَوْلَى بِهِ مِنْكَ وَ مِنْ غَيْرِكَ عِنْدَ اللَّهِ وَ عِنْدَ النَّاسِ وَ لَآذَيْتَهُ بَلْ أَوْطَأْتَ النَّاسَ عَشْوَةً وَ أَرَقْتَ دِمَاءَ خَلْقٍ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ بِخَدْعِكَ وَ كَيْدِكَ وَ تَمْوِيهِكَ فِعْلَ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِالْمَعَادِ وَ لَا يَخْشَى الْعِقَابَ فَلَمَّا بَلَغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ صِرْتَ إِلَى شَرِّ مَثْوًى وَ عَلِيٌّ إِلَى خَيْرِ مُنْقَلَبٍ وَ اللَّهُ لَكَ بِالْمِرْصَادِ فَهَذَا لَكَ يَا مُعَاوِيَةُ خَاصَّةً وَ مَا أَمْسَكْتُ عَنْهُ مِنْ مَسَاوِيكَ وَ عُيُوبِكَ فَقَدْ كَرِهْتُ بِهِ التَّطْوِيلَ وَ أَمَّا أَنْتَ يَا عَمْرَو بْنَ عُثْمَانَ فَلَمْ تَكُنْ لِلْجَوَابِ حَقِيقاً بِحُمْقِكَ أَنْ تَتَّبِعَ هَذِهِ الْأُمُورَ فَإِنَّمَا مَثَلُكَ مَثَلُ الْبَعُوضَةِ إِذْ قَالَتْ لِلنَّخْلَةِ اسْتَمْسِكِي فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَنْزِلَ عَنْكَ فَقَالَتْ لَهَا النَّخْلَةُ مَا شَعَرْتُ بِوُقُوعِكَ فَكَيْفَ يَشُقُّ عَلَيَّ نُزُولُكَ وَ إِنِّي وَ اللَّهِ مَا شَعَرْتُ أَنَّكَ تَجْسُرُ أَنْ تُعَادِيَ لِي فَيَشُقَّ عَلَيَّ ذَلِكَ وَ إِنِّي لَمُجِيبُكَ فِي الَّذِي قُلْتَ إِنَّ سَبَّكَ عَلِيّاً عليه السلام أَ يَنْقُصُ فِي حَسَبِهِ أَوْ يُبَاعِدُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ أَوْ يَسُوءُ بَلَاءَهُ فِي الْإِسْلَامِ أَوْ بِجَوْرٍ فِي حُكْمٍ أَوْ رَغْبَةٍ فِي الدُّنْيَا فَإِنْ قُلْتَ وَاحِدَةً مِنْهَا فَقَدْ كَذَبْتَ وَ أَمَّا قَوْلُكَ إِنَّ لَكُمْ فِينَا تِسْعَةَ عَشَرَ دَماً بِقَتْلَى مُشْرِكِي بَنِي أُمَيَّةَ بِبَدْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ قَتَلَهُمْ وَ لَعَمْرِي لَتَقْتُلَنَّ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ تِسْعَةَ عَشَرَ وَ ثَلَاثَةً بَعْدَ تِسْعَةَ عَشَرَ ثُمَّ يُقْتَلُ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ تِسْعَةَ عَشَرَ وَ تِسْعَةَ عَشَرَ فِي مَوْطِنٍ وَاحِدٍ سِوَى مَا قُتِلَ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ لَا يُحْصِي عَدَدَهُمْ إِلَّا اللَّهُ وَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلي الله عليه و آله قَالَ إِذَا بَلَغَ وُلْدُ الْوَزَغِ ثَلَاثِينَ رَجُلًا أَخَذُوا مَالَ اللَّهِ بَيْنَهُمْ دُوَلًا وَ عِبَادَهُ خَوَلًا وَ كِتَابَهُ دَغَلًا فَإِذَا بَلَغُوا ثَلَاثَمِائَةٍ وَ عَشْراً حَقَّتِ اللَّعْنَةُ عَلَيْهِمْ وَ لَهُمْ فَإِذَا بَلَغُوا أَرْبَعَمِائَةٍ وَ خَمْسَةً وَ سَبْعِينَ كَانَ هَلَاكُهُمْ أَسْرَعَ مِنْ لَوْكِ تَمْرَةٍ فَأَقْبَلَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ وَ هُمْ فِي ذَلِكَ الذِّكْرِ وَ الْكَلَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه و آله اخْفِضُوا أَصْوَاتَكُمْ فَإِنَّ الْوَزَغَ يَسْمَعُ وَ ذَلِكَ حِينَ رَآهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه و آله وَ مَنْ يَمْلِكُ بَعْدَهُ مِنْهُمْ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَعْنِي فِي الْمَنَامِ فَسَاءَهُ ذَلِكَ وَ شَقَّ عَلَيْهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي كِتَابِهِ وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ(3) يَعْنِي بَنِي أُمَيَّةَ وَ أَنْزَلَ أَيْضاً لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ فَأَشْهَدُ لَكُمْ وَ أَشْهَدُ عَلَيْكُمْ مَا سُلْطَانُكُمْ بَعْدَ قَتْلِ عَلِيٍّ إِلَّا أَلْفَ شَهْرٍ الَّتِي أَجَّلَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي كِتَابِهِ وَ أَمَّا أَنْتَ يَا عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ الشَّانِئِ اللَّعِينِ الْأَبْتَرِ فَإِنَّمَا أَنْتَ كَلْبٌ أَوَّلُ أَمْرِكَ أَنَّ أُمَّكَ بَغِيَّةٌ وَ أَنَّكَ وُلِدْتَ عَلَى فِرَاشٍ مُشْتَرَكٍ فَتَحَاكَمَتْ فِيكَ رِجَالُ قُرَيْشٍ مِنْهُمْ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَرْبِ وَ الْوَلِيدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ وَ عُثْمَانُ بْنُ الْحَارِثِ وَ النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ كَلْدَةَ وَ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّكَ ابْنُهُ فَغَلَبَهُمْ عَلَيْكَ مِنْ بَيْنِ قُرَيْشٍ أَلْأَمُهُمْ حَسَباً وَ أَخْبَثُهُمْ مَنْصَباً وَ أَعْظَمُهُمْ بُغْيَةً ثُمَّ قُمْتَ خَطِيباً وَ قُلْتَ أَنَا شَانِئُ مُحَمَّدٍ وَ قَالَ الْعَاصُ بْنُ وَائِلٍ إِنَّ مُحَمَّداً رَجُلٌ أَبْتَرُ لَا وَلَدَ لَهُ فَلَوْ قَدْ مَاتَ انْقَطَعَ ذِكْرُهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ وَ كَانَتْ أُمُّكَ تَمْشِي إِلَى عَبْدِ قَيْسٍ تَطْلُبُ الْبُغْيَةَ تَأْتِيهِمْ فِي دُورِهِمْ وَ رِحَالِهِمْ وَ بُطُونِ أَوْدِيَتِهِمْ ثُمَّ كُنْتَ فِي كُلِّ مَشْهَدٍ يَشْهَدُهُ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ عَدُوِّهِ أَشَدَّهُمْ لَهُ عَدَاوَةً وَ أَشَدَّهُمْ لَهُ تَكْذِيباً ثُمَّ كُنْتَ فِي أَصْحَابِ السَّفِينَةِ الَّذِينَ أَتَوُا النَّجَاشِيَّ وَ الْمَهْجَرَ الْخَارِجَ إِلَى الْحَبَشَةِ فِي الْإِشَاطَةِ بِدَمِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ سَائِرِ الْمُهَاجِرِينَ إِلَى النَّجَاشِيِّ فَحَاقَ الْمَكْرُ السَّيِّئُ بِكَ وَ جَعَلَ جَدَّكَ الْأَسْفَلَ وَ أَبْطَلَ أُمْنِيَّتَكَ وَ خَيَّبَ سَعْيَكَ وَ أَكْذَبَ أُحْدُوثَتَكَ وَ جَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا وَ أَمَّا قَوْلُكَ فِي عُثْمَانَ- فَأَنْتَ يَا قَلِيلَ الْحَيَاءِ وَ الدِّينِ أَلْهَبْتَ عَلَيْهِ نَاراً ثُمَّ هَرَبْتَ إِلَى فِلَسْطِينَ تَتَرَبَّصُ بِهِ الدَّوَائِرَ فَلَمَّا أَتَاكَ خَبَرُ قَتْلِهِ حَبَسْتَ نَفْسَكَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَبِعْتَهُ دِينَكَ يَا خَبِيثُ بِدُنْيَا غَيْرِكَ وَ لَسْنَا نَلُومُكَ عَلَى بُغْضِنَا وَ لَمْ نُعَاتِبْكَ عَلَى حُبِّنَا وَ أَنْتَ عَدُوٌّ لِبَنِي هَاشِمٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَ الْإِسْلَامِ وَ قَدْ هَجَوْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلي الله عليه و آله بِسَبْعِينَ بَيْتاً مِنْ شِعْرٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ اللَّهُمَّ إِنِّي لَا أُحْسِنُ الشِّعْرَ وَ لَا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَقُولَهُ فَالْعَنْ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ بِكُلِّ بَيْتٍ أَلْفَ لَعْنَةٍ ثُمَّ أَنْتَ يَا عَمْرُو الْمُؤْثِرُ دُنْيَاكَ عَلَى دِينِكَ أَهْدَيْتَ إِلَى النَّجَاشِيِّ الْهَدَايَا وَ رَحَلْتَ إِلَيْهِ رِحْلَتَكَ الثَّانِيَةَ وَ لَمْ تَنْهَكَ الْأُولَى عَنِ الثَّانِيَةِ كُلَّ ذَلِكَ تَرْجِعُ مَغْلُوباً حَسِيراً تُرِيدُ بِذَلِكَ هَلَاكَ جَعْفَرٍ وَ أَصْحَابِهِ فَلَمَّا أَخْطَأَكَ مَا رَجَوْتَ وَ أَمَّلْتَ أَحَلْتَ عَلَى صَاحِبِكَ عُمَارَةَ بْنِ الْوَلِيدِ وَ أَمَّا أَنْتَ يَا وَلِيدَ بْنَ عُقْبَةَ فَوَ اللَّهِ مَا أَلُومُكَ أَنْ تُبْغِضَ عَلِيّاً وَ قَدْ جَلَدَكَ فِي الْخَمْرِ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَ قَتَلَ أَبَاكَ صَبْراً بِيَدِهِ يَوْمَ بَدْرٍ أَمْ كَيْفَ تَسُبُّهُ وَ قَدْ سَمَّاهُ اللَّهُ مُؤْمِناً فِي عَشَرَةِ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ وَ سَمَّاكَ فَاسِقاً وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (4) وَ قَوْلُهُ إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ (5) وَ مَا أَنْتَ وَ ذِكْرَ قُرَيْشٍ وَ إِنَّمَا أَنْتَ ابْنُ عِلْجٍ مِنْ أَهْلِ صَفُّورِيَةَ اسْمُهُ ذَكْوَانُ وَ أَمَّا زَعْمُكَ أَنَّا قَتَلْنَا عُثْمَانَ فَوَ اللَّهِ مَا اسْتَطَاعَ طَلْحَةُ وَ الزُّبَيْرُ وَ عَائِشَةُ أَنْ يَقُولُوا ذَلِكَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فَكَيْفَ تَقُولُهُ أَنْتَ وَ لَوْ سَأَلْتَ أُمَّكَ مَنْ أَبُوكَ؟ إِذْ تَرَكَتْ ذَكْوَانَ فَأَلْصَقَتْكَ بِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ اكْتَسَبَتْ بِذَلِكَ عِنْدَ نَفْسِهَا سَنَاءً وَ رِفْعَةً وَ مَعَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ وَ لِأَبِيكَ وَ لِأُمِّكِ مِنَ الْعَارِ وَ الْخِزْيِ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ مَا اللَّهُ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ(6) ثُمَّ أَنْتَ يَا وَلِيدُ وَ اللَّهِ أَكْبَرُ فِي الْمِيلَادِ مِمَّنْ تُدْعَى لَهُ فَكَيْفَ تَسُبُّ عَلِيّاً وَ لَوِ اشْتَغَلْتَ بِنَفْسِكَ لَتُثْبِتُ نَسَبَكَ إِلَى أَبِيكَ لَا إِلَى مَنْ تُدْعَى لَهُ وَ لَقَدْ قَالَتْ لَكَ أُمُّكَ يَا بُنَيَّ أَبُوكَ وَ اللَّهِ أَلْأَمُ وَ أَخْبَثُ مِنْ عُقْبَةَ وَ أَمَّا أَنْتَ يَا عُتْبَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ فَوَ اللَّهِ مَا أَنْتَ بِحَصِيفٍ فَأُجَاوِبَكَ وَ لَا عَاقِلٍ فَأُعَاقِبَكَ وَ مَا عِنْدَكَ خَيْرٌ يُرْجَى وَ مَا كُنْتُ وَ لَوْ سَبَبْتَ عَلِيّاً لِأُعَيِّرَ بِهِ عَلَيْكَ لِأَنَّكَ عِنْدِي لَسْتَ بِكُفْؤٍ لِعَبْدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَأَرُدَّ عَلَيْكَ وَ أُعَاتِبَكَ وَ لَكِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَكَ وَ لِأَبِيكَ وَ أُمِّكَ وَ أَخِيكَ لَبِالْمِرْصَادِ- فَأَنْتَ ذُرِّيَّةُ آبَائِكَ الَّذِينَ ذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ فَقَالَ عامِلَةٌ ناصِبَةٌ. تَصْلى ناراً حامِيَةً. تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ إِلَى قَوْلِهِ مِنْ جُوعٍ (7) وَ أَمَّا وَعِيدُكَ إِيَّايَ أَنْ تَقْتُلَنِي فَهَلَّا قَتَلْتَ الَّذِي وَجَدْتَهُ عَلَى فِرَاشِكَ مَعَ حَلِيلَتِكَ وَ قَدْ غَلَبَكَ عَلَى فَرْجِهَا وَ شَرِكَكَ فِي وَلَدِهَا حَتَّى أَلْصَقَ بِكَ وَلَداً لَيْسَ لَكَ وَيْلًا لَكَ لَوْ شَغَلْتَ نَفْسَكَ بِطَلَبِ ثَأْرِكَ مِنْهُ كُنْتَ جَدِيراً وَ لِذَلِكَ حَرِيّاً إِذْ تُسَوِّمُنِي الْقَتْلَ وَ تَوَعَّدُنِي بِهِ وَ لَا أَلُومُكَ أَنْ تَسُبَّ عَلِيّاً وَ قَدْ قَتَلَ أَخَاكَ مُبَارَزَةً وَ اشْتَرَكَ هُوَ وَ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فِي قَتْلِ جَدِّكَ حَتَّى أَصْلَاهُمَا اللَّهُ عَلَى أَيْدِيهِمَا نَارَ جَهَنَّمَ وَ أَذَاقَهُمَا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ وَ نَفَى عَمَّكَ بِأَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه و آله وَ أَمَّا رَجَائِي الْخِلَافَةَ فَلَعَمْرُ اللَّهِ إِنْ رَجَوْتُهَا فَإِنَّ لِي فِيهَا لَمُلْتَمَساً وَ مَا أَنْتَ بِنَظِيرِ أَخِيكَ وَ لَا بِخَلِيفَةِ أَبِيكَ لِأَنَّ أَخَاكَ أَكْثَرُ تَمَرُّداً عَلَى اللَّهِ وَ أَشَدُّ طَلَباً لِإِهْرَاقِهِ دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ وَ طَلَبِ مَا لَيْسَ لَهُ بِأَهْلٍ يُخَادِعُ النَّاسَ وَ يَمْكُرُهُمْ وَ يَمْكُرُ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ وَ أَمَّا قَوْلُكَ إِنَّ عَلِيّاً كَانَ شَرَّ قُرَيْشٍ لِقُرَيْشٍ فَوَ اللَّهِ مَا حَقَّرَ مَرْحُوماً وَ لَا قَتَلَ مَظْلُوماً وَ أَمَّا أَنْتَ يَا مُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ فَإِنَّكَ لِلَّهِ عَدُوٌّ وَ لِكِتَابِهِ نَابِذٌ وَ لِنَبِيِّهِ مُكَذِّبٌ وَ أَنْتَ الزَّانِي وَ قَدْ وَجَبَ عَلَيْكَ الرَّجْمُ وَ شَهِدَ عَلَيْكَ الْعُدُولُ الْبَرَرَةُ الْأَتْقِيَاءُ فَأُخِّرَ رَجْمُكَ- وَ دُفِعَ الْحَقُّ بِالْأَبَاطِيلِ وَ الصِّدْقُ بِالْأَغَالِيطِ وَ ذَلِكَ لِمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ مِنَ الْعَذَابِ الْأَلِيمِ وَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ لَعَذابُ الْآخِرَةِ أَخْزى وَ أَنْتَ الَّذِي ضَرَبْتَ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه و آله حَتَّى أَدْمَيْتَهَا وَ أَلْقَتْ مَا فِي بَطْنِهَا اسْتِذْلَالًا مِنْكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه و آله وَ مُخَالَفَةً مِنْكَ لِأَمْرِهِ وَ انْتِهَاكاً لِحُرْمَتِهِ وَ قَدْ قَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه و آله يَا فَاطِمَةُ أَنْتِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ اللَّهُ مُصَيِّرُكَ إِلَى النَّارِ وَ جَاعِلُ وَبَالِ مَا نَطَقْتَ بِهِ عَلَيْكَ فَبِأَيِّ الثَّلَاثَةِ سَبَبْتَ عَلِيّاً عليه السلام،أَ نَقْصاً فِي نَسَبِهِ أَمْ بُعْداً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه و آله أَمْ سُوءَ بَلَاءٍ فِي الْإِسْلَامِ أَمْ جَوْراً فِي حُكْمٍ أَمْ رَغْبَةً فِي الدُّنْيَا إِنْ قُلْتَ بِهَا فَقَدْ كَذَبْتَ وَ كَذَّبَكَ النَّاسُ أَ تَزْعُمُ أَنَّ عَلِيّاً عليه السلام قَتَلَ عُثْمَانَ مَظْلُوماً فَعَلِيٌّ وَ اللَّهِ أَتْقَى وَ أَنْقَى مِنْ لَائِمِهِ فِي ذَلِكَ وَ لَعَمْرِي لَئِنْ كَانَ عَلِيٌّ عليه السلام قَتَلَ عُثْمَانَ مَظْلُوماً فَوَ اللَّهِ مَا أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ فِي شَيْءٍ فَمَا نَصَرْتَهُ حَيّاً وَ لَا تَعَصَّبْتَ لَهُ مَيِّتاً وَ مَا زَالَتِ الطَّائِفُ دَارَكَ تَتْبَعُ الْبَغَايَا وَ تُحْيِي أَمْرَ الْجَاهِلِيَّةِ وَ تُمِيتُ الْإِسْلَامَ حَتَّى كَانَ مَا كَانَ فِي أَمْسِ وَ أَمَّا اعْتِرَاضُكَ فِي بَنِي هَاشِمٍ وَ بَنِي أُمَيَّةَ فَهُوَ ادِّعَاؤُكَ إِلَى مُعَاوِيَةَ وَ أَمَّا قَوْلُكَ فِي شَأْنِ الْإِمَارَةِ وَ قَوْلُ أَصْحَابِكَ فِي الْمُلْكِ الَّذِي مَلَكْتُمُوهُ فَقَدْ مَلَكَ فِرْعَوْنُ مِصْرَ أَرْبَعَمِائَةِ سَنَةٍ وَ مُوسَى وَ هَارُونَ نَبِيَّانِ مُرْسَلَانِ يَلْقَيَانِ مَا يَلْقَيَانِ مِنَ الْأَذَى وَ هُوَ مُلْكُ اللَّهِ يُعْطِيهِ الْبَرَّ وَ الْفَاجِرَ وَ قَالَ اللَّهُ وَ إِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَ مَتاعٌ إِلى حِينٍ وَ قَالَ وَ إِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْناها تَدْمِيراً ثُمَّ قَامَ الْحَسَنُ عليه السلام فَنَفَضَ ثِيَابَهُ وَ هُوَ يَقُولُ الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَ الْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ هُمْ وَ اللَّهِ يَا مُعَاوِيَةُ أَنْتَ وَ أَصْحَابُكَ هَؤُلَاءِ وَ شِيعَتُكَ وَ الطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ أُولئِكَ مُبَرَّؤُنَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَ رِزْقٌ كَرِيمٌ هُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام وَ أَصْحَابُهُ وَ شِيعَتُهُ ثُمَّ خَرَجَ وَ هُوَ يَقُولُ لِمُعَاوِيَةَ ذُقْ وَبَالَ مَا كَسَبَتْ يَدَاكَ وَ مَا جَنَتْ وَ مَا قَدْ أَعَدَّ اللَّهُ لَكَ وَ لَهُمْ مِنَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ الْعَذَابِ الْأَلِيمِ فِي الْآخِرَةِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ لِأَصْحَابِهِ وَ أَنْتُمْ فَذُوقُوا وَبَالَ مَا جَنَيْتُمْ فَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عُقْبَةَ وَ اللَّهِ مَا ذُقْنَا إِلَّا كَمَا ذُقْتَ وَ لَا اجْتَرَأَ إِلَّا عَلَيْكَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنَّكُمْ لَنْ تَنْتَقِصُوا مِنَ الرَّجُلِ فَهَلَّا أَطَعْتُمُونِي أَوَّلَ مَرَّةٍ فَانْتَصَرْتُمْ مِنَ الرَّجُلِ إِذْ فَضَحَكُمْ فَوَ اللَّهِ مَا قَامَ حَتَّى أَظْلَمَ عَلَيَّ الْبَيْتَ وَ هَمَمْتُ أَنْ أَسْطُوَ بِهِ فَلَيْسَ فِيكُمْ خَيْرٌ الْيَوْمَ وَ لَا بَعْدَ الْيَوْمِ قَالَ وَ سَمِعَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ بِمَا لَقِيَ مُعَاوِيَةُ وَ أَصْحَابُهُ الْمَذْكُورُونَ مِنَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام فَأَتَاهُمْ فَوَجَدَهُمْ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ فِي الْبَيْتِ فَسَأَلَهُمْ مَا الَّذِي بَلَغَنِي عَنِ الْحَسَنِ وَ زَعَلِهِ قَالَ قَدْ كَانَ كَذَلِكَ فَقَالَ لَهُمْ مَرْوَانُ أَ فَلَا أَحْضَرْتُمُونِي ذَلِكَ؟ فَوَ اللَّهِ لَأَسُبَّنَّهُ وَ لَأَسُبَّنَّ أَبَاهُ وَ أَهْلَ الْبَيْتِ سَبّاً تَتَغَنَّى بِهِ الْإِمَاءُ وَ الْعَبِيدُ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ وَ الْقَوْمُ لَمْ يَفُتْكَ شَيْءٌ وَ هُمْ يَعْلَمُونَ مِنْ مَرْوَانَ بَذْوَ لِسَانٍ وَ فُحْشٍ فَقَالَ مَرْوَانُ فَأَرْسِلْ إِلَيْهِ يَا مُعَاوِيَةُ فَأَرْسَلَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام فَلَمَّا جَاءَ الرَّسُولُ قَالَ لَهُ الْحَسَنُ عليه السلام مَا يُرِيدُ هَذَا الطَّاغِيَةُ مِنِّي؟ وَ اللَّهِ إِنْ أَعَادَ الْكَلَامَ لَأُوقِرَنَّ مَسَامِعَهُ مَا يَبْقَى عَلَيْهِ عَارُهُ وَ شَنَارُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَأَقْبَلَ الْحَسَنُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ وَجَدَهُمْ بِالْمَجْلِسِ عَلَى حَالَتِهِمُ الَّتِي تَرَكَهُمْ فِيهَا غَيْرَ أَنَّ مَرْوَانَ قَدْ حَضَرَ مَعَهُمْ فِي هَذَا الْوَقْتِ فَمَشَى الْحَسَنُ عليه السلام حَتَّى جَلَسَ عَلَى السَّرِيرِ مَعَ مُعَاوِيَةَ وَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ثُمَّ قَالَ الْحَسَنُ لِمُعَاوِيَةَ لِمَ أَرْسَلْتَ إِلَيَّ؟قَالَ لَسْتُ أَنَا أَرْسَلْتُ إِلَيْكَ وَ لَكِنَّ مَرْوَانَ الَّذِي أَرْسَلَ إِلَيْكَ فَقَالَ لَهُ مَرْوَانُ أَنْتَ يَا حَسَنُ السَّبَّابُ لِرِجَالِ قُرَيْشٍ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ وَ مَا الَّذِي أَرَدْتَ؟ فَقَالَ مَرْوَانُ وَ اللَّهِ لَأَسُبَّنَّكَ وَ أَبَاكَ وَ أَهْلَ بَيْتِكَ سَبّاً تَتَغَنَّى بِهِ الْإِمَاءُ وَ الْعَبِيدُ فَقَالَ الْحَسَنُ عليه السلام أَمَّا أَنْتَ يَا مَرْوَانُ فَلَسْتُ سَبَبْتُكَ وَ لَا سَبَبْتُ أَبَاكَ وَ لَكِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَعَنَكَ وَ لَعَنَ أَبَاكَ وَ أَهْلَ بَيْتِكَ وَ ذُرِّيَّتَكَ وَ مَا خَرَجَ مِنْ صُلْبِ أَبِيكَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ وَ اللَّهِ يَا مَرْوَانُ مَا تُنْكِرُ أَنْتَ وَ لَا أَحَدٌ مِمَّنْ حَضَرَ هَذِهِ اللَّعْنَةَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه و آله لَكَ وَ لِأَبِيكَ مِنْ قَبْلِكَ وَ مَا زَادَكَ اللَّهُ يَا مَرْوَانُ بِمَا خَوَّفَكَ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً وَ صَدَقَ اللَّهُ وَ صَدَقَ رَسُولُهُ يَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَ نُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً وَ أَنْتَ يَا مَرْوَانُ وَ ذُرِّيَّتُكَ الشَّجَرَةُ الْمَلْعُونَةُ فِي الْقُرْآنِ وَ ذَلِكَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه و آله عَنْ جَبْرَئِيلَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَوَثَبَ مُعَاوِيَةُ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَى فَمِ الْحَسَنِ وَ قَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا كُنْتَ فَحَّاشاً وَ لَا طَيَّاشاً فَنَفَضَ الْحَسَنُ عليه السلام ثَوْبَهُ وَ قَامَ فَخَرَجَ فَتَفَرَّقَ الْقَوْمُ عَنِ الْمَجْلِسِ بِغَيْظٍ وَ حُزْنٍ وَ سَوَادِ الْوُجُوهِ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَة.
از شعبى و أبو مخنف و يزيد بن ابى حبيب مصرى نقل است كه ايشان همگى گفتند: در اسلام هيچ روزى در باب منازعه و مشاجره و مبالغه در كلام قومى مجتمع در يك مكان بپاى آن روز نمىرسد كه: عمرو بن عثمان بن عفّان و عمرو بن عاص و عتبة بن أبى سفيان، و وليد بن عقبة بن أبي معيط، و مغيرة بن شعبه نزد معاوية بن أبى سفيان اجتماع كرده و بر يك امر اتّفاق نمودند.پس عمرو عاص بن معاويه گفت: آيا وقت آن نشده كه پى حسن فرستى تا اينجا حاضر شود؟ او سيره و روش پدرش را احيا نموده و همه گوش به فرمان او شده و هر چه امر كند اطاعت و هر چه بگويد تصديق شود، و اگر كار بدين منوال ادامه يابد كارشان به بالاتر از اين نيز خواهد انجاميد، اگر پى او فرستى ما همگى او و پدرش را كوچك داشته و هر دو را سبّ و دشنام دهيم و قدر و منزلت هر دو را خوار و بىمقدار سازيم، و ما اينجا مىنشينيم تا اين مطلب برايت روشن شود.معاويه به ايشان گفت: من ترس آن دارم كه حسن در اين مناظره آنچنان قلّادهاى به گردن شما بيندازد كه تا دم مرگ عار و ننگ آن گريبان شما را بگيرد، بخدا قسم كه من پيوسته از ديدار او كراهت داشته و از هيبتش ترسيدهام، و من اگر در پى او فرستم شيوه عدل و انصاف را در حق او از جانب شما رعايت نمايم.
عمرو عاص گفت: آيا بيم آن دارى كه باطل او بر حق ما و بيمارىاش بر صحّت و سلامتى ما رفعت گيرد؟ معاويه گفت: نه، گفت: پس همين الآن پى او بفرست.عتبه گفت: اين رأى شما را صلاح نمىدانم، و بخدا سوگند كه همگى شما نيز قادر نخواهيد بود بيشتر و عظيم تر از آنچه با شما است با او روبرو شويد، و او نيز بيش از آنچه دارد با شما روبرو نخواهد شد، زيرا او از خاندانى است كه در مبارزه و جدال سرسختند.
پس همگى دنبال امام حسن عليه السلام فرستادند، وقتى فرستاده نزد آن حضرت رسيد بدو عرض كرد: معاويه شما را فراخوانده است، فرمود: چه كسانى نزد اويند؟ گفت: نزد او فلانى و فلانى و تا آخر نام يكايكشان را برد.
آن حضرت عليه السلام فرمود: چه شده كه سقف بر سرشان نريخته و عذاب از آنجا كهفكرش را نمىكنند بر ايشان نازل نمىشود؟ سپس گفت: اى جاريه لباسهايم را بده! و گفت:اللّهمّ إنّي أدرأ بك في نحورهم، و أعوذ بك من شرورهم، و أستعين بك عليهم، فاكفنيهم بما شئت، و أنّى شئت، من حولك و قوّتك، يا أرحم الراحمين.و به آن فرستاده گفت: اينها كه گفتم كلام فرج و گشايش بود.و چون داخل مجلس ايشان شد معاويه از جاى برخاسته و از وى استقبال نموده و تحيّت و مرحبا گفت و با وى مصافحه نمود.فرمود: اين تحيّتى كه بمن نمودى نشانه سلامتى و مصافحه علامت امن و امان است.معاويه گفت: آرى، اين جماعت بدون اجازه من بدنبال شما فرستادند كه شما افتراى ايشان را در اينكه عثمان مظلومانه بقتل رسيده استماع نماييد، و اينكه پدرت او را كشته، پس كلامشان گوش دار و همان طور كه مىپرسند جوابشان را بده، و حضور من شما را از پاسخ به ايشان منع نكند.امام عليه السلام فرمود: سبحان اللَّه خانه خانه تو است و اجازه همه در اينجا نزد تو است، بخدا سوگند اگر جوابى كه ايشان مىخواهند بدهم از گفتن فحش نزد تو حيا مىكنم، و چنانچه بر تو غالب آيم از ضعف و ناتوانى تو شرم كنم، پس كداميك از آن دو را قبول دارىو از كدامشان معذورى؟ و اين را بدان كه اگر من از اين اجتماعشان با خبر بودم به تعدادشان از بنى هاشم مىآوردم، هر چند كه ايشان با تمام جمعشان از من ترسانترند، زيرا خداوند در حال و آينده سرپرست و ولىّ من است پس ايشان را رخصت ده تا سخن آغاز كنند و من هم گوش مىدهم،و لا حول و لا قوّة إلّا باللَّه العليّ العظيم.
پس ابتدا عمرو بن عثمان بن عفّان شروع به سخن كرده و گفت: رضا ندارم همچو امروز پس از قتل خليفه عثمان بن عفّان فردى از قبيله بنى عبد المطّلب بر روى زمين باقى مانده باشد، حال اينكه او خواهرزاده اينان بود، و منزلتش در اسلام افضل همه بود و در شرافت اختصاص به رسول خدا داشت، اى بدا به اين كرامت الهى! تا اينكه خون او را از سر كينه و فتنهگرى و حسد و طلب آنچه أهل آن نبودند ريختند، با اينكه سابقه و منزلت او در نزد خدا و رسول و اسلام بر هيچ كس پوشيده نبود، واى بر خوارى و بىگناهى او! كه حسن و ساير افراد بنى عبد المطّلب زنده بر روى زمين باشند و عثمان بخون خود رنگين و دفين باشد، با اينكه ما دعوى نوزده خون ديگر از بزرگان بنى اميّه از كشتهشدگان جنگ بدر بر شما بنى عبد المطّلب داريم. سپس عمرو عاص پس از حمد و ثناى الهى گفت: پسر أبو تراب ما بدنبالت فرستاديم تا همگى اقرار كنيم كه پدرت؛ أبو بكر صدّيق را مسموم ساخت، و در قتل عمر فاروق شركت نموده و عثمان ذو النّورين را مظلومانه به قتل رساند، و ادّعاى مقامى را كرد كه حقّ او نبود و در آن واقع شد و آن فتنه را ذكر كرده و به مقام او بد گفت.
سپس گفت: شما اى بنى عبد المطّلب؛ خداوند حكومت را به شما نبخشيد كه در آن مرتكب آنچه برايتان جايز نيست شويد، سپس تو اى حسن در دلت مىگويى كه أمير المؤمنين توئى، حال اينكه تو ... و اين بخاطر بدى كار پدرت مىباشد، و ما تنها بدين خاطر تو را خوانديم كه تو و پدرت را دشنام گوييم.و اين را بدان كه تو قادر نيستى بر ما عيب گرفته و ما را تكذيب كنى، و اگر فكر مىكنى ما بر تو در موردى دروغ بسته و در باطل زياده روى كردهايم، و خلاف حق بر تو ادّعا نمودهايم حرف بزن، و گر نه اين را بدان كه تو و پدرت شر خلق خداييد، و خداوند شر پدرت را با قتل او از ما دور ساخت، و تو اكنون در دست ما گرفتارى، اگر خواهيم تو را بكشيم مختاريم، كه در اين كار نه نزد خدا گناهكار و نه نزد مردم عيبى داريم.سپس عتبة بن ابى سفيان سخن آغاز كرده و أوّل سخنى كه گفت اين بود كه:اى حسن، پدرت بدترين فرد قرشى براى قبيله قريش بود، پيوند فاميلى را بريد، و خونشان را ريخت، و تو از قاتلين عثمان هستى، و حق اين است كه تو را بكشيم، و ما بنا به همان حق قصاصى كه در كتاب خدا مذكور است با تو رفتار كرده و همگى قاتلين تو هستيم، و امّا پدرت؛ خود خداوند او را كشت و شرش را از ما دور ساخت، و امّا اميد تو به خلافت؛ تو مرد اين ميدان نبوده و افضل از ديگران نمىباشى.سپس وليد بن عقبه داد سخن داده و همچون يارانش گفت:اى گروه بنى هاشم، شما همانهاييد كه ابتدا اظهار عيب به عثمان نموده و مردم را بر او جمع نموديد، تا اينكه او را كشتيد و اين نبود جز حرص بر حكومت و قطع رحم و نابودى امّت و ريختن خون همه ايشان براى رسيدن به خلافت، و آن خون را از سر اين دنياى بىارزش و دوستى آن ريختند، حال اينكه عثمان؛ دايى شما بود و خوب دايى بود، وى داماد شما و خوب دامادى برايتان بود، شما همانها بوديد كه پيش از همه بر او حسد برده و بر او طعن زديد، سپس عهدهدار قتل او شديد، پنداريد خداوند با شما چه خواهد كرد؟ سپس مغيرة بن شعبه آغاز به سخن كرده و نيش حرفهايش تماماً متوجّه حضرت أمير عليه السلام بود و گفت:اى حسن، عثمان مظلومانه بقتل رسيد، و در اين رابطه هيچ عذرى براى پدرت باقى نمانده كه تبرئه شود، و گناهكار بهانه و عذرى ندارد، جز اينكه اى حسن ما گمان آن داريم كه پدرت با تمام كارهايى كه به نفع عثمان كرد در نهايت به قتل او راضى بود، و بخدا سوگند كه او شمشيرى طويل و زبانى گويا داشت، زنده را مىكشت و مرده را معيوب مىساخت، و بنو اميّه براى بنى هاشم بهتر بودند تا بنى هاشم براى بنى اميّه، و معاويه براى تو بهتر بود تا تو براى معاويه، و پدرت در زمان حيات رسول خدا بدو در دل بد بود، و پيش از فوت آن حضرت براى خود جلب سود مىنمود و قصد قتل او را داشت، و اين را آن حضرت دريافته بود، سپس از بيعت با أبو بكر كراهت داشت تا اينكه بنوعى تلافى كرد، سپس در فكر قتل أبو بكر بود تا اينكه سمّى به او نوشانده و او را كشت، سپس با عمر به منازعه پرداخته تا اينكه خواست گردن او را بزند، ولى او در قتل عمر ساعى بود تا او را كشت، و در خلافت عثمان آنقدر بر او طعن زد تا وى را به قتل رساند، و در تمامى اين كشتار او شركت داشت، با اين همه ديگر پدرت نزد خدا چه منزلتى دارد اى حسن؟ و خداوند در قرآن اختيار را به اولياى مقتول سپرده است. و معاويه ولىّ مقتولى است كه ناحق كشته شده، و حق اين است كه تو و برادرت را بكشيم، و قسم به خدا كه خون على از خون عثمان بالاتر نيست، و شما فرزندان عبد المطلب اين را بدانيد كه خداوند بنا ندارد كه حكومت و نبوت را در شما گرد آورد. سپس ساكت شد.
پس آن امام همام؛ حضرت مجتبى؛ كريم أهل بيت عليهم السلام سخن آغاز كرده و فرمود:
حمد و ستايش خداوندى را سزا است كه أول شما را به أول ما هدايت نمود، و آخرتان را به آخر ما رهنمون شد، و صلوات و سلام خداوند بر جدم محمّد نبى و بر آل او باد گفتارم را گوش داريد و علم و فهمتان را تا پايان آن نزد من بعاريت گذاريد. و ابتداى سخنم را به تو آغاز مىكنم اى معاويه.سپس آن حضرت به معاويه فرمود: بخدا قسم اى ازرق كسى جز تو مرا شتم نكرد و اين ناسزا از جانب اين گروه نبود، و جز تو مرا دشنام نكرد و اين از جانب ايشان نبود، بلكه تنها تو مرا شتم گفته و دشنام دادى، و اين از بدى رأى و بغى و حسد توست نسبت به ما و عداوت و دشمنى با حضرت محمد رسول خدا صلّى اللَّه عليه و آله، بغض قديم و جديد كه تو را با آن حضرت است. و اين را بدان اى ازرق اگر اين گروه در مسجد رسول خدا و در حضور مهاجر و انصار با من روبرو مىشدند هرگز قادر نبودند كلمهاى بر زبان رانده و اين گونه با من روبرو شوند.پس اى گروهى كه عليه من متحد شدهايد خوب گوش دهيد، و هيچ حقّى را كه بدان واقفيد بر من كتمان نكنيد، و هيچ باطلى كه از زبانم جارى شد تصديق نكنيد، و به تو آغاز مىكنم اى معاويه، و البته كمتر از آنچه لايق توست خواهم گفت.
شما را بخدا سوگند آيا هيچ مىدانيد آن مردى كه دشنامش داديد همان است كه با رسول خدا بر دو قبله نماز گزارده و تو خود به چشم خود آن منظره را ديدهاى در حالى كه در گمراهى بوده و لات و عزى را مىپرستيدى؟ همان شخصيتى كه در دو بيعت شركت جسته: بيعت رضوان و بيعت فتح، و تو اى معاويه در بيعت نخست كافر، و در بيعت دوم ناكث و عهدشكن بودى؟سپس فرمود: شما را بخدا سوگند آيا مىدانيد آنچه من مىگويم حق است على عليه السّلام در روز بدر با شما روبرو شد در حالى كه رايت و پرچم رسول خدا و أهل ايمان در دست داشت، و با تو اى معاويه رايت مشركان بود و تو در آن روز مشغول پرستش لات و عزى بودى، و جنگ با رسول خدا را فرض و واجب مىپنداشتى؟ و آن حضرت در روز احد در حالى با شما روبرو شد كه در دستش رايت رسول خدا بود و در دست تو اى معاويه رايت مشركين؟ و در روز احزاب (جنگ خندق) نيز رايت رسول خدا صلى اللَّه عليه و آله در دست او بود و رايت مشركان در دست تو؟ هر كدام اين موارد حجّت او را غالب نموده و دعوتش را آشكار ساخته و پيروز ميدانش مىسازد، و در تمامى اين موارد اظهار رضايت در رخسار مبارك پيامبر از وى هويدا، و اظهار نارضايتى و غضبش بر تو آشكار بود.سپس همه شما را بخدا سوگند مىدهم كه آيا بخاطر مىآوريد وقتى رسول خدا صلي الله عليه و آله بنى قريظه و بنى نضير را محاصره كرد؛ عمر بن خطاب را با رايت مهاجرين و سعد بن معاذ را با رايت انصار مبعوث فرمود؟اما سعد بن معاذ در آن صحنه مجروح شد، و اما عمر پا به فرار گذاشته و مىترسيد و يارانش را نيز مىترساند، در اين حال بود كه رسول خدا صلي الله عليه و آله فرمود: فردا رايت را به مردى مىسپارم كه خدا و رسولش را دوست داشته و محبوب آن دو مىباشد، دائماً در يورش است و عارى از فرار، و تا وقتى كه خدا فاتحش نساخته باز نخواهد گشت.
در اينجا أبو بكر و عمر و ديگر مهاجر و انصار مترصد رايت بودند كه نصيب او شود، و على عليه السّلام در آن روز مبتلا به چشم درد شده بود، پس رسول خدا او را خوانده و آب دهان مبارك خود را بر آن نهاده و درمان شد، پس رايت را بدو سپرده و آن حضرت بىآنكه رايت را خم كند به لطف و منت خداوند پيروزمندانه بازگشت، و تو اى معاويه در آن روز در مكه دشمن خدا و رسولش بودى. پس آيا مردى كه خير خواه خدا و رسول است با كسى كه دشمن آن دو است برابر مىباشد؟سپس بخدا سوگند كه قلب تو بعداً هرگز اسلام نپذيرفت، ولى زبان ترسان است، و آن بگونهاى خلاف آنچه در دل است سخن مىگويد. شما را بخدا سوگند آيا مىدانيد كه رسول خدا صلى اللَّه عليه و آله حضرت على را در غزوه تبوك بىآنكه از او در غضب بوده يا ناراضى باشد جانشين خود در مدينه ساخت، و منافقين در اين حركت به سخن آمده و آن حضرت نزد رسول خدا شتافته و عرض كرد: اگر امكان دارد مرا در مدينه باقى مگذاريد چون من در هيچ غزوهاى غايب نبودهام، و رسول خدا بدو فرمود: تو وصى و جانشين در أهل من هستى همچون منزلت هارون از موسى، سپس دست على را گرفته و فرمود: اى مردم هر كه ولايت مرا بپذيرد؛ ولايت خدا را پذيرفته،و هر كه ولايت على را قبول كند؛ ولايت مرا قبول نموده است، و هر كه مرا اطاعت كند خدا را اطاعت نموده، و هر كه على را اطاعت كند مرا اطاعت كرده است، و هر كه مرا دوست بدارد خدا را دوست داشته، و هر كه على را دوست بدارد مرا دوست داشته است. سپس فرمود: شما را به خدا قسم آيا مىدانيد كه رسول خدا صلى اللَّه عليه و آله در حجّة الوداع فرمود: اى مردم من در ميان شما دو چيزى باقى نهادهام كه پس از آن ديگر گمراه نخواهيد شد: كتاب خدا و عترتم؛ أهل بيتم را، حلال قرآن را حلال و حرامش را حرام بدانيد، به محكم آن عمل نموده و به متشابهش ايمان آوريد، و بگوييد: به تمام آنچه خداوند در قرآن نازل فرموده ايمان داريم، و عترت و أهل بيتم را دوست بداريد، و با دوستانشان دوست و ايشان را عليه دشمنانشان يارى نماييد، و آن دو پيوسته با هم مىباشند تا در روز قيامت بر حوض بر من وارد شوند.سپس آن رسول گرامى در حالى كه بر منبر بود علىّ را نزديك خود خوانده و او را بدست خود گرفته و فرمود: خداوندا! با دوست او دوست و با دشمنش دشمن باش، خداوندا! هر كه با او دشمنى كند او را در دنيا مسكن و مأوى مده، و روحش را به آسمان متصاعد مگردان، بلكه او را در پائين ترين مكان جهنم قرار ده، و شما را به خدا سوگند مىدهم آيا مىدانيد كه رسول خدا صلى اللَّه عليه و آله بدو فرمود: تو در روز قيامت؛ مردم [ناأهل] را از حوض من مىرانى همچنان كه شما شتر غريب را از ميان شتران خود مىرانيد؟ و شما را به خدا سوگند مىدهم آيا مىدانيد كه حضرت أمير عليه السلام در ايام بيمارى رسول خدا صلى اللَّه عليه و آله بر او وارد شد و آن حضرت گريست و چون على علت گريه را پرسيد فرمود:آنچه مرا به گريه انداخت اين بود كه مىدانم در دلهاى برخى از اين مردم عداوت و بغض به تو بسيار است ولى آن را تا بعد از وفات من اظهار نمىكنند؟و شما را به خدا سوگند مىدهم آيا مىدانيد كه رسول خدا صلى اللَّه عليه و آله هنگام وفات؛ آنگاه كه أهل بيت او اطرافش بودند فرمود: خداوندا اينان أهل بيت و عترت من هستند، خداوندا با دوستانش دوستى فرما و ايشان را بر دشمنانشان يارى فرما. و نيز فرمود:مثل أهل بيت من مانند كشتى نوح است، هر كه بدان داخل شود نجات يافته و هر كه از آن تخلّف نمايد غرق گردد؟ و شما را به خدا سوگند آيا مىدانيد كه صحابه در زمان حيات و عهد پيامبر بر او (حضرت أمير عليه السلام) بعنوان ولايت سلام مىكردند؟ و شما را به خدا سوگند مىدهم آيا مىدانيد كه على در ميان صحابه، أول كسى است كه تمام شهوات را بر خود حرام ساخت تا اينكه اين آيات نازل شد: اى كسانى كه ايمان آوردهايد، چيزهاى پاكيزه را كه خدا براى شما حلال كرده حرام نكنيد و از حد مگذريد، كه خدا از حد گذرندگان را دوست ندارد. و از آنچه خدا شما را حلال و پاكيزه روزى داده بخوريد و از خدايى كه به او ايمان داريد پروا داشته باشيد مائده: 86 و 87 ، و نزد او بود علم منايا و علم قضايا و فصل خطاب و رسوخ بعلوم فراوان و همو عارف بمحل نزول قرآن بود. على از گروهى بود كه گمان ندارم تعدادشان به ده برسد كه خدا پيامبر را بر ايمانشان با خبر ساخت، و شما در گروهى به شمار اينان؛ ولى ملعون از زبان خود پيامبريد، پس من بر له و عليه شما شهادت مىدهم كه شما همگى از زبان خود پيامبر لعن شدهايد.و شما را به خدا سوگند مىدهم آيا [اى معاويه] يادت هست وقتى كه رسول خدا صلى اللَّه عليه و آله نزد تو فرستاد تا نامهاى به بنو خزيمه در قضيه خالد بن وليد بنويسى، و تا سه بار فرستاده رسول خدا بازگشته و گفت كه تو در حال خوردنى كه در آخر رسول خدا در بارهات فرمود: خدايا دلش را سير مگردان كه شكم او تا روز قيامت در پى شهوات و شكمچرانى است.
سپس فرمود: شما را به خدا سوگند مىدهم آيا مىدانيد كه آنچه مىگويم حق است و تو اى معاويه يادت هست كه در روز احزاب؛ شترى كه پدرت سوار آن بود زمام گرفته حركت مىدادى و برادرت همين كه اينجا نشسته از پشت؛ شتر را مىراند، در اين حال رسول خدا فرمود:لعنت خدا بر راكب شتر و آنكه مىراند و بر آنكه زمام گرفته مىكشاند باد؟ و تو اى ازرق مگر همان صاحب زمام، و برادرت همين كه اينجا نشسته آن نبود كه از پشت مىراند؟
شما را به خدا سوگند مىدهم آيا مىدانيد كه رسول خدا صلّى اللَّه عليه و آله در هفت موضع أبو سفيان را لعن كرد:اولين آنها زمانى بود كه آن حضرت از مكه به مدينه مهاجرت فرمود، أبو سفيان در حال بازگشت از شام به مكه بود و در ميان راه با ديدن آن حضرت بىادبى به او نموده و قصد قتل و اظهار تهديد و وعيد وى را داشت كه خداوند شرش را از آن حضرت دور ساخت.و دوم در روز عير كه أبو سفيان كاروان خود را از آن حضرت گريزانيده بيرون برد.و سوم در روز احد كه رسول خدا فرمود: خدا مولاى ما است و شما مولايى نداريد، و أبو سفيان گفت: بت عزى مال ما است و شما عزى نداريد. و با اين كلام مورد لعن خداوند و فرشتگان و انبياء و همه أهل ايمان قرار گرفت.و چهارم روز حنين است همان روز كه أبو سفيان با گروهى از قريش و افراد قبيله هوازن بهمراه عيينة بن حصين از غطفان يهود گرد آمدند، و خداوند همهاشان را مورد غضب خود قرار داده و به خير و خوبى نرسانيد، و اين همان فرمايش خداوند در دو سوره قرآن است كه در هر دو آنها به نام؛ أبو سفيان و يارانش را كافر خوانده است، و تو اى معاويه در آن روزگار در مكه بر عقيده پدرت مشرك بودى، و حضرت على با رسول خدا بوده و هم رأى و هم عقيده با آن جناب بود.و پنجم همان فرمايش خداوند است كه: [ايشانند كه كافر شدند و شما را از مسجد الحرام بازداشتند] و قربانى را بازداشتند و نگذاشتند كه به قربانگاهش (منى) برسد فتح: 25، تو و پدرت و مشركان قريش سد و منع آن رسول گرامى نموديد، در آن روز أبو سفيان مورد لعن خداوند قرار گرفت، لعنتى كه تا روز قيامت شامل نسل او خواهد شد.و ششم روز احزاب بود، روزى كه أبو سفيان با گروهى از قريش، و عيينة بن حصين از غطفان آمدند، و رسول خدا صلّى اللَّه عليه و آله تمامى ايشان را؛ تابع و متبوع، آنكه لشكر را كشيدو آنكه لشكر را رانده به جنگ او آورده تا روز قيامت مشمول لعن خود ساخت.
و از آن حضرت پرسيدند: اى رسول خدا مگر در اتباع مؤمن نبود؟ فرمود: لعن من به مؤمنان اتباع نخواهد رسيد، اما در لشكركشان هيچ مؤمن و مجيب و ناجى نبود.و هفتم روز ثنيّه بود، روزى كه دوازده نفر عرصه را بر رسول خدا صلى اللَّه عليه و آله تنگ كرده و سخت نمودند، هفت تن اينان از بنو اميه و پنج نفر از ساير قريش بودند، پس خداوند تبارك و تعالى و رسول او همه كسانى كه از ثنيّه عبور كردند جز آن حضرت و سائق (آنكه زمام شتر را گرفته) و قائد (آنكه شتر را مىراند) را لعن فرمود.شما را به خدا سوگند آيا بياد مىآوريد كه أبو سفيان (با چشمانى كور) هنگام بيعت خلافت بر عثمان در مسجد داخل شده و گفت: اى برادرزاده، آيا در اينجا جاسوس و غير خودى هست؟ گفت: نه، پس أبو سفيان گفت: امر خلافت را ميان جوانان خود دست به دست بگردانيد كه سوگند به آنكه جان أبو سفيان بدست اوست بهشت و جهنمى در كار نيست.و شما را به خدا سوگند آيا مىدانيد كه أبو سفيان دست حسين عليه السلام را وقتى با عثمان بيعت شد گرفته و گفت: اى پسر برادر مرا به قبرستان بقيع ببر. تا اينكه به وسط قبرستان رسيد پدرت با آوازى بلند (خطاب به شهداى صحابه) گفت: اى أهل گورستان آنچه شما با ما بر سر آن مىجنگيديد الحال بدست ما افتاده و شما استخوان پوسيدهايد پس حسين بن على عليهما السّلام فرمود: خدا موى سفيد و رويت را قبيح و زشت سازد سپس دستش را از او كشيده و رهايش ساخت، و اگر نعمان بن بشير دستش را نگرفته و به مدينه باز نگردانده بود هلاك شده بود.پس اين بود حال تو اى معاويه، آيا قادر به پاسخ يكى از مواردى كه گفتم هستى؟و از موارد لعن بر تو اى معاويه اين است كه پدرت أبو سفيان قصد داشت مسلمان شود، و تو با ارسال قطعه شعرى كه در ميان قريش و ديگران معروف شده قصد سد و منع او را كردى.و ديگر روزى بود كه عمر تو را والى شام ساخت و تو به او خيانت كردى، و چون عثمان تو را والى ساخت همان راه گذشته پيشه ساخته و انتظار حادثه و مرگ او را داشتى،
و از اولويت او بر حكومت بر خود و ديگران نزد خدا و مردم نيك واقف بودى، و كوركورانه مردم را به سوى خود كشانده و خون خلق بسيارى را با خدعه و كيد و ظاهر سازى ريختى، كار كسى كردى كه اعتقاد به معاد نداشته و از عقاب ترس ندارد، پس چون اجل تو برسد جايگاهت بدترين مكان خواهد شد، و على عليه السلام منتهى به بهترين جايگاه خواهد شد، و خداوند در كمينگاه تو مىباشد.و اينها اى معاويه همه براى تو بود، و آنچه از عيوب و بديهايت امساك نموده و صرف نظر كردم اكراه از طولانى شدن بحث بود [و گر نه همه را مىگفتم].و اما تو اى عمرو بن عثمان، به جهت حماقتت در خور آن نيستى كه تتبع اين امور را بكنى، و تنها تو مانند پشهاى هستى كه به درخت خرمايى گفت: خود را نگاه دار كه مىخواهم از تو فرود آيم. و درخت خرما در جواب گفت: من أصلًا متوجه نشستنت نشدم، پس چگونه برخاستنت بر من گران باشد و بخدا سوگند كه مرا گمان آن نبود كه تو را قوت حسن معادات با من باشد كه بر من سخت و گران باشد، ولى الحال جواب آن ياوهسرائيهايت را خواهم داد: سب و دشنام تو به على آيا از سر نقص در حسب او است.يا دورىاش از رسول خدا يا بدى در اسلام از او ظاهر شده يا در حكمى بيداد كرده يا تمايلى بدنيا نموده كه اگر هر كدام آنها را بگويى دروغ بافتهاى.و اما اينكه گفتى: ما دعوى نوزده خون از بزرگان بنى اميه از كشتهشدگان جنگ بدر بر شما بنى عبد المطلب داريم همه آنها را خدا و رسول او به قتل رساندند، و بجان خودم سوگند كه از بنى هاشم نوزده نفر، و سه نفر پس از اين تعداد كشته شدند، و از بنو اميه نوزده و نوزده نفر در يك مقام و موطن كشته شدند غير از آنچه از ايشان در جاهاى ديگر كشته شدند كه تعدادشان را جز خدا نمىداند.
روزى رسول خدا صلى اللَّه عليه و آله [كنايه وار] فرمود: هر گاه تعداد بچّههاى وزغ به سى مرد برسد، بيت المال را ميان خود دست بدست كرده بغارت برند، و آزادى بندگان خدا را سلب كنند و آنان را برده خويش سازند، و كتاب و دين خدا را به تباهى و فساد كشند، و چون تعدادشان به سيصد و ده نفر رسد لعن و نفرين بر او و آنها واجب شود، و چون به چهار صد و هفتاد و پنج رسند هلاك و نابودىاشان سريعتر از جويدن خرمايى است. پس در اين حال حكم ابن أبى العاص در حالى كه أصحاب در اين مطلب و كلام حضرت بودند نزديك آن جمع شد كه رسول خدا به ياران خود فرمود آهسته سخن گوييد كه وزغ مىشنود.و اين زمانى بود كه رسول خدا صلى اللَّه عليه و آله تمام آنان و كسانى كه پس از وى متصدى حكومت خواهند شد را در خواب ديد، و اين اوقاتش را تلخ و كار را بر وى سخت نمود، در اينجا بود كه خداوند اين آيه را فرستاد كه: و آن خوابى را كه به تو نموديم و آن درخت نفرين شده در قرآن را جز براى آزمايش مردم نكرديم إسراء: 60، و مراد از درخت ملعونه؛ بنو اميه است، و نيز فرمود: شب قدر بهتر از هزار ماه است قدر: 3، پس من بر له و عليه شما گواهى مىدهم كه حكومت و سلطنت شما پس از شهادت حضرت على عليه السّلام جز همان هزار ماهى نخواهد بود كه خداوند در كتاب خود مقرر فرموده است.و اما تو اى عمرو پسر عاص، اى بدگوى لعين ابتر (بىدنباله)، تو فقط به سگ مانى، ابتداى كار تو با مادرت كه بدكاره بود شروع شد، و تو بر فراشى مشترك تولد يافتى، و در باره ولايت و سرپرستى تو مردانى از قريش ادعا نمودند بنامهاى: أبو سفيان بن حرب، وليد بن مغيره، و عثمان بن حارث، و نضر بن حارث بن كلده، و عاص بن وائل، و هر كدامشان تو را فرزند خود مىدانست، و دست آخر پدرت كسى شد كه در حسب از همه پستتر،و در منصب از همه خبيثتر و خلاصه بدكارهترينشان بود، سپس تو براى سخنرانى برخاسته و گفتى: من بدگوى محمّد هستم، و پدرت عاص گفت: محمّد مردى بىدنباله است و پسرى ندارد، كه اگر بميرد نسلش منقطع خواهد شد، در اينجا خداوند آيه همانا دشمن تو، همو دنبال بريده است كوثر: 3 ،را نازل فرمود، و اين در حالى بود كه مادرت هنوز نزد عبد قيس رفته و خواهان فسادكارى بود و در جايجاى آنجا خود فروشى مىكرد، و تو اى عمرو در تمام مكانهايى كه رسول خدا صلى اللَّه عليه و آله حضور داشت از بدترين دشمنان و تكذيبكنندگان او بودى، سپس تو از افراد كشتى شدى كه براى كشتن جعفر بن ابى طالب و ساير مهاجرين رهسپار ديار حبشه و نزد نجاشى رفت، و در نهايت مكر زشت و فكر بدكارى گريبان خودت را گرفت و نقشهات جواب عكس داد، و اميدت به نابودى گراييد، و تلاشت به شكست انجاميد، و نقشهات بر آب شد، و خداوند نداى كافران را پست گردانيد و نداى خدا (دعوت اسلام) را مقام بلند داد- توبه: 40،و اما گفتارت در باره عثمان؛ اى بىحياى بىدين تو خود در خانهاش آتش انداختى، سپس به فلسطين گريخته در انتظار عاقبت فتنه بودى و بمحض شنيدن خبر قتل عثمان خود را تماماً در اختيار معاويه قرار دادى، و دين خود را اى خبيث به دنياى ديگرى فروختى،و ما قصد ملامت تو بر بغض خود را نداشته و بر حبّ خود سرزنش نمىكنيم، زيرا زمان جاهليت و اسلام پيوسته دشمن ما بنى هاشم بودهاى، تو همان هستى كه رسول خدا صلى اللَّه عليه و آله را با هفتاد بيت شعر هجو كردى، و آن حضرت بدرگاه خداوند عرضه داشت: خداوندا من شعر بنكويى نمىدانم، و سزاوار هم نيست كه شعر گويم، خداوندا در برابر هر بيت شعرى كه عمرو عاص گفته هزار بار او را لعن فرما. سپس تو اى عمرو اى كسى كه دنياى ديگرى را بر دين خود برگزيدى، هداياى بسيار نزد نجاشى روانه ساخته و براى بار دوم قصد او نمودى، و شكست سفر أول تو را مانع از سفر دوم نشد، و در تمام اين دو سفر خائب و خاسر و آزرده بازگشتى، تو قصد كشتن جعفر و اصحابش را داشتى، و هنگامى كه اميد و آرزويت تو را به خطا انداخت، بسوى صاحبت عمارة بن وليد مراجعت نمودى.
و اما تو اى وليد بن عقبه بخدا سوگند من تو را بر بغض على سرزنش نمىكنم چرا كه او بر تو حد شرب خمر جارى نموده و هشتاد تازيانه زد، و پدرت را در روز بدر پس از اسارت گردن زد، و چگونه او را دشنام مىدهى كه خدا در ده آيه از قرآن او را مؤمن خوانده است،و تو را فاسق نامبرده، و آن همين آيه شريفه: آيا كسى كه مؤمن است همچون فاسق (كسى كه از فرمان خداى بيرون رفته) است هرگز برابر نيستند سجده: 18 و آيه:
اى كسانى كه ايمان آوردهايد، اگر فاسقى (برون شده از فرمان خداى) به شما خبرى آورد نيك بررسى كنيد تا مبادا نادانسته به مردمى آسيب رسانيد، و آنگاه بر آنچه كرديد پشيمان گرديد حجرات: 6 ،مىباشد، تو را چه به ذكر و ياد قريش و جز اين نيست كه تو پسر مردى از كفار عجم از شهر صفوريه (از نواحى اردن در شام نزديك طبريه) به نام ذكوان هستى.و اما پندارت كه ما عثمان را كشتهايم بخدا قسم كه طلحه و زبير و عائشه توان آن نداشتند كه اين تهمت بر على بن ابى طالب عليه السلام زنند تا چه رسد به تو، و تمنى من اين است كه تو از مادرت در باره پدر خود پرسش كنى آنگاه كه ذكوان (همسرش) را ترك گفت و تو را ملصق به عقبة بن أبي معيط كرد، و بدين كار جامه برترى و رفعتى بر تن نمود، همراه با آنچه خداوند براى تو و پدر و مادرت از عار و خوارى در دنيا و آخرت مهيا ساخته، و خداوند ستمكار به بندگان نيست.سپس اى وليد بخدا تو از نظر سن بزرگتر از كسى هستى كه پدر خود مىخوانى، با اين رسوائى چگونه لب به سب و دشنام على عليه السلام مىگشايى پس بهتر است تو مشغول اثبات نسب خود به پدرت باشى نه آنكه ادعا مىكنى، و مادرت به تو گفته است:اى فرزندم پدر واقعى تو لئيمتر و خبيثتر از عقبه است.و اما تو اى عتبة بن ابى سفيان، بخدا سوگند كه تو كسى نيستى كه در حساب و شمار آئى تا من متوجه جواب تو گردم، و عاقل به رأى درست نيستى تا به تو خطاب و عتاب كنم، نه خيرى دارى كه بدان اميدوار بود و نه داراى شرى هستى كه از آن ترسيد، و من هر چند كه على عليه السلام را دشنام و سب گويى حاضر به سرزنش و توبيخت نيستم، زيرا تو نزد من همتا با برده على هم نيستى تا پاسخ ياوههايت را گويم، بلكه خداوند در كمينگاه تو و پدر و مادر و برادرت مىباشد، و تو از نسل افرادى هستى كه خداوند در قرآن اين گونه وصفشان فرموده كه: كوشندهاند در اين جهان و رنج كشيده در آن جهان.در آتشى سخت سوزنده در آيند. از چشمهاى بسيار گرم آبشان دهند. آنها را هيچ خوردنى نيست مگر خار درشت تلخ (كه هيچ چارپايى نمىخورد). كه نه فربه مىكند و نه از گرسنگى سودى دهد (گرسنگى را از ميان نمىبرد) غاشيه: 1 تا 7.و اما تهديدى كه به قتل من كردى، چرا كمر به قتل آنكه در فراش تو با حليلهات خسبيد نمىبندى و حال آنكه او شريك غالب تو در فرج او و شريك در فرزند تو شد تا آنجا كه فرزندى كه از تو نيست را به تو چسباند، واى بر تو اگر نفس خود را در گرفتن اين حق از او وادار نمايى شايستهتر است و در خور، تا مرا تهديد به قتل و وعيد نمائى.و من تو را در سب على ملامت نمىكنم چرا كه برادرت را در مبارزه به قتل رسانده، و با شراكت عمويش حمزه جدت را كشت، و خداوند بدست اين دو آن دو نابكار را روانه آتش جهنم ساخته و طعم دردناك و سوزانش را بديشان چشاند، و نيز عمويت بدستور رسول خدا صلى اللَّه عليه و آله از شهر تبعيد و اخراج شد.و اما اميد من به خلافت، پس بجان خود قسم اگر اين چنين باشد به آن سزاوار و شايستهام، و تو نه مانند برادرت مىباشى و نه جانشين پدرت، زيرا برادرت بيشتر از همه از فرامين الهى تمرد و سرپيچى مىكرد، و بيشتر سعى در ريختن خود مسلمين داشت، و طلب چيزى كه شايستگى آن را نداشت مىكرد، مردم را مىفريفت و خدعه مىكرد، و با خدا به مكر رفتار مىكرد و خداوند بهتر از هر كس مكر تواند كرد.و اما اينكه گفتى: پدرت بدترين فرد قرشى براى قبيله قريش بود بخدا سوگند نه فرد مرحومى را حقير ساخته و نه مظلومى را به قتل رساند.و اما تو اى مغيرة بن شعبه، تو دشمن خدا، و تارك قرآن، و تكذيبكننده رسول خدايى، تو مرتكب زنا شده و مستوجب حد رجم (سنگسار شدن) مىباشى، و بر اين گناهت افرادى عدول صالح پرهيزگار گواهى دادند، پس رجم تو به تأخير افتاد،و حق به باطل دفع، و راستى به دروغ و كذب رد شد، و اين بخاطر آن است كه خداوند برايت عذابى دردناك مهيا فرموده است، و خوارى در دنيا، و رسوايى عذاب آخرت بدتر است، و تو همان هستى كه فاطمه دخت گرامى رسول خدا صلى اللَّه عليه و آله را ضربه زدى تا آنجا كه خون آلود شده و فرزند در شكمش را سقط كرد، اين كارت از سر خوار ساختن رسول خدا و مخالفت با امر او، و هتك حرمت او بود، حال اينكه رسول خدا به فاطمه فرموده بود: تو بانوى زنان بهشتى هستى، و خداوند خود تو را راهى آتش نموده، و وبال آنچه بر زبان جارى ساختى متوجّه خودت خواهد ساخت، پس به كداميك از اين سه چيز على را سب و دشنام دادى آيا نقص در نسب او بود، يا دورىاش از رسول خدا، يا بدى در اسلام از او ظاهر شده؟ يا در حكمى مرتكب بيدادى شده؟ يا تمايلى بدنيا نموده؟ اگر بگويى به يكى از اينها؛ دروغ گفتهاى و همه تكذيبت كنند.آيا مىپندارى كه على؛ عثمان را مظلومانه كشته؟ بلكه او با تقواتر و پاكتر از ملامتگر خود در اين اتهام است، و بجان خودم اگر علىّ عثمان را مظلومانه كشته بود، بخدا تو كارهاى نبودى،
زيرا نه او را در زمان حياتش يارى نمودى و نه در مرگش تعصب بخرج دادى، و پيوسته خانه و مأواى تو همان طائف است كه در آن دنبال هرزگى و فساد مىگردى، و امر جاهليت را احياء مىكنى، و اسلام را مىميرانى، تا اينكه ديروز آنچه بايد رخ بدهد داد.و اما اعتراض تو در مورد بنى هاشم و بنى أميه اين تنها ادعاى تو و معاويه است (يا اين دعا و درخواست تو به معاويه است).و اما سخنت در باره حكومت و سخن يارانت در باره ملكى كه بچنگ آوردهايد، همانا فرعون چهار صد سال حكومت مصر را تصاحب نمود و موسى و هارون دو نبى مرسلى بودند كه آنچه بايد اذيت و آزار ديدند و آن همان ملك خدايى است كه به نيكوكار و فاجر عطا مىفرمايد، و خداوند خود فرموده: و نمىدانم شايد اين شما را آزمونى باشد و برخورداريى تا هنگامى انبياء: 111، و نيز فرموده: و چون بخواهيم مردم شهرى را هلاك كنيم، كامرانان آنجا را فرماييم تا در آنجا نافرمانى و گناه كنند، آنگاه آن گفتار بر مردم آن سزا شود، پس آن را به سختى نابود كنيم إسراء: 16،سپس امام حسن عليه السلام برخاسته و خاك لباس خود تكانده و گفت: زنان پليد براى مردان پليدند و مردان پليد براى زنان پليدند نور: 26 بخدا قسم اى معاويه اين گروه تو و ياران و پيروانت مىباشند، و زنان پاك براى مردان پاكاند و مردان پاك براى زنان پاكاند؛ اينان از آنچه در بارهاشان مىگويند پاك و بيزارند، ايشان راست آمرزش و روزى بزرگوارانه نور: 26، و اين گروه على بن ابى طالب عليه السلام و أصحاب و شيعيان او مىباشند. سپس در حالى كه خارج مىشد فرمود: و بال عملى كه مرتكب آن شدى بچش، و آنچه خداوند براى تو و ايشان مهيا فرموده خوارى دنيا و عذاب دردناك آخرت است. معاويه با شنيدن اين كلام رو بياران خود كرده و گفت: و شما بچشيد وبال جنايتى كه مرتكب شديد.وليد بن عقبه گفت: بخدا ما نچشيديم جز آنچه تو چشيدى، و جز بر تو جرأت نكرد.
معاويه گفت: مگر به شما نگفتم از پس او بر نخواهيد آمد، اگر همان بار نخست حرف مرا گوش كرده بوديد او بر شما پيروز و كامياب نشده و رسوا نمىشديد، بخدا او از اين مكان برنخاست مگر اينكه تمام اين خانه را بر سر من تاريك نمود، و من تمام تلاشم را كردمكه اين حال بر او وارد شود ولى نشد، و پس از امروز ديگر خيرى در ميان شما بنى اميه نخواهد ماند. راوى گويد: خبر اين افتضاح كه از امام حسن عليه السلام بر سر معاويه و يارانش آمد بگوش مروان بن حكم رسيد پس نزد ايشان رسيده و پرسيد: اين چه كدورت و رنجشى است كه از حسن به شما رسيده؟ گفتند: همين طور است مروان گفت: بايد او را اينجا حاضر كنيد كه بخدا او و پدر و تمام أهل بيتش را آنچنان سب و دشنام گويم كه تمام غلامان و كنيزان قريش به غنا و سرود افتند.پس معاويه و همه آنان گفتند: فرصتى از تو فوت نشده چون ايشان از بد زبانى و ناسزاگويى مروان نيك با خبر بودند. مروان گفت: پس اى معاويه بدنبال او فرست، او دگربار فرستادهاى نزد امام حسن عليه السلام گسيل داشته و او را فراخواند.وقتى فرستاده نزد آن حضرت رسيد او را گفت: اين فرد طاغى از من چه مىخواهد؟كه بخدا سوگند اگر باز همان گفتار را گويند گوششان را تا روز قيامت پر از عار و رسوايى و بد نامى كنم.بارى آن حضرت به مجلس حاضر شد و تمامى آنان را به همان حالتى كه تركشان گفته بود يافت، جز آنكه مروان به جمعشان پيوسته بود، پس پيش رفته و بر سرير (تخت) كنار معاويه و عمرو عاص جلوس فرمود.سپس آن امام همام به معاويه فرمود: براى چه بدنبال من فرستادى؟گفت: من كارى ندارم، اين مروان بود كه دنبال شما فرستاده. مروان به آن حضرت گفت: اى حسن اين تو بودى كه مردان قريش را سبّ و دشنام گفتى؟فرمود: چه قصدى دارى؟گفت: بخدا سوگند تو و پدر و تمام أهل بيتت را آنچنان سبّ و دشنام گويم كه تمام غلامان و كنيزان قريش به غنا و سرود افتند.امام حسن مجتبى عليه السّلام فرمود: اما تو اى مروان من نه تو و نه پدرت را سب گويم، بلكه خود خدا تو و پدرت را و همه أهل بيت و نسل و ذريه و اولادى كه از صلب پدرت تا روز قيامت متولد شوند را بر زبان رسولش محمد صلى اللَّه عليه و آله مشمول لعنخود ساخته است. بخدا اى مروان نه تو و نه هيچ كدام از اين حضار منكر اين نيست كه اين لعنت از جانب رسول خدا صلى اللَّه عليه و آله ويژه تو بوده و هست، و افسوس كه نتيجه عكس داد و نه تنها موجب خوف تو نشد بر طغيان كبير تو نيز افزود، و خدا و رسول راست گفتند، خداوند در قرآن فرموده: و آن درخت نفرين شده در قرآن را جز براى آزمايش مردم نكرديم و مىترسانيمشان، ولى آنان را جز سركشى بزرگ نمىافزايد إسراء: 60، اى مروان تو و نسلت بنا بگفته خود پيامبر همان شجره ملعونه در قرآن هستيد.با شنيدن اين مطلب معاويه از جا جسته و دست بر دهان مبارك آن حضرت نهاده و گفت:اى أبا محمد، تو أهل ناسزا نبوده و نيستى.پس آن حضرت برخاست و پس از تكاندن جامه خارج شد، سپس يك يك آن جماعت با غيظ و حزن و رخسارى سياه پراكنده شدند.